كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 4)

مأخوذٌ من مَرَيْتَ الناقةَ: إذا ضربتَ ضَرْعَها لِتدرَّ، ومَرَيْتُ الفَرَسَ (¬1): إذا استخرجْتَ ما عندَه من الجري؛ بصوت، أو غيره (¬2).
وقال ابنُ الأنباري: يقال: أَمْرَى فلانٌ فلانًا: إذا استخرجَ ما عنده من الكلام، فكأنَّ كلَّ واحد من المتمارِيَيْن، وهما المتجادِلان يُمْري ما عندَ صاحبِه؛ أي: يستخرجه (¬3)، ويقال: مَرَيْتُه حقَّه: إذا جحدتُه، واللائقُ بالمراءِ في الحديث حملُه على المراء الجائز الذي قَصَدا به استخراجَ الحقِّ وظهورَه، لا قصدَ المغالبة وجحودِ الحقِّ بعد ظهوره؛ فإن ذلك هو اللائقُ بحال الصحابة -رضي اللَّه عنهم-؛ فإن المراء يكون بحق، وبغير حَقٍّ، ومنه قوله -عليه الصلاة والسلام-: "مَنْ تَرَكَ المِرَاءَ وَهُوَ مُحِقٌّ. . . " الحديث (¬4).
* * *
¬__________
(¬1) "الفرس": بياض في "ت".
(¬2) انظر: "الصحاح" للجوهري (6/ 2491)، (مادة: م ر ا).
(¬3) انظر: "الزاهر في معاني كلمات الناس" لابن الأنباري (1/ 350).
(¬4) رواه أبو داود (4800)، كتاب: الأدب، باب: في حسن الخلق، من حديث أبي أمامة -رضي اللَّه عنه-. ورواه الترمذي (1993)، كتاب: البر والصلة، باب: ما جاء في المراء، وابن ماجه (51)، في المقدمة، من حديث أنس ابن مالك -رضي اللَّه عنه-.

الصفحة 89