كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 4)

بالتلبية، واللَّه أعلم (¬1).
الثاني: قوله: "أهلَّ النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابُه": اختُلف (¬2) فيمن يُطلق عليه صاحبٌ، أو صَحابِيٌّ:
فالمعروفُ عند (¬3) المحدِّثين: أنه كلُّ مسلمٍ رأى رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وعن أصحاب الأصول، أو بعضهم: أنه من طالت مجالستُه على طريق التَّبَع (¬4).
وعن سعيد بن المسيب: أنه لا يُعد صحابيًا إلا مَنْ أقام مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- سنةً أو سنتين، وغزا معه غزوةً أو غزوتين.
ح: فإن صحَّ عنه، فضعيف؛ فإن مقتضاه: أن لا يُعد جريرٌ البجليُّ وشِبْهُه صحابيًا، ولا خلافَ أنهم صحابةٌ.
ثم تعرف صحبته بالتواتر، أو (¬5) الاستفاضة، أو قولِ صحابي، أو قوله إذا كان عدلًا (¬6). وقد تكرر (¬7) هذا.
¬__________
(¬1) انظر: "المنتقى في شرح الموطأ" للباجي (3/ 354).
(¬2) في "ت": "اختلفوا".
(¬3) في "خ": "عن".
(¬4) في "ت": "سبيل المتبع".
(¬5) في "ت": "و".
(¬6) انظر: "التقريب والتيسير" للنووي (2/ 211 - تدريب الراوي للسيوطي).
(¬7) في "ت": "يكون".

الصفحة 94