كتاب كفاية النبيه في شرح التنبيه (اسم الجزء: 4)

وشيوخٌ ركَّعٌ- لصبَّ عليكم العذاب صبّاً".
قال القاضي الحسين: وقد اختلف في المراد بالركَّع في الخبر:
فقيل: الراكعين في العبادة، ويشهد لذلك أنه جاء في رواية: "وعبَّادٌ ركَّعٌ".
وقيل: الذين انحنت ظهورهم من الشيخوخة، ويشهد له ما روي أنه- عليه السلام- قال: "إذا بلغ الرَّجل ثمانين سنةً غفر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر".
و"الشيوخ" جمع "شيخ"، وهو من جاوز الأربعين.
و"العجائز" جمع "عجوز"، ولا يقال: عجوزة.
وقد أفهم ما ذكرناه من استحباب إخراج الشيوخ ونحوهم استحباب إخراج ذوي الصلاح والخير؛ لأن المعنى الذي لأجله استحببنا إخراج الشيوخ- وهو رجاء إجابة الدعاء- موجود فيهم، وكذا يستحب أن يستسقى بالخيار من أقرباء رسول الله صلى الله عليه وسلم وبأهل الصلاح؛ لما روي أن عمر استسقى بالعباس فأخذ بضبعيه وأشخصه قائماً وأومأ نحو السماء وقال: "اللهم إنا كنّا إذا قحطنا توسَّلنا إليك بنبيِّنا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا". رواه البخاري.
والضَّبع: دون الكتف مما يلي المرفق.

الصفحة 519