كتاب الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري (اسم الجزء: 4)
25 - كتاب الحج
1 - باب وُجُوبِ الْحَجِّ وَفَضْلِهِ
(وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حَجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِىٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ).
ـــــــــــــــــــــــــــــ
كتاب المناسك
المناسك: جمع نسك -بفتح السين وكسرها- اشتقاقه من النسك، وهو: العبادة. قال ابن الأثير: المنسك يكون مصدرًا ومكانًا وزمانًا؛ لكن اشْتُهر في أفعال الحج واجبًا كان أو ندبًا.
باب وجوب الحج وفضله
(وقول الله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97]) وقول الله بالرفع؛ لأنه دليل الترجمة، وأكثرُ الرِّوايات بالجرِّ على الجوار.
والحج لغة: القصد. وفي عرف الشرع: قصد مخصوص بأعمال مخصوصة. وقرئ بفتح الحاء وكسرها، وكلاهما مصدر، الفتح لغة أسد والكسر لغة تميم، وقال الكسائي: الفتح لأهل العالية، والكسر لنجد. وقال الزجاج: بالفتح المصدر، وبالكسر الاسم منه.
اتفقت الأئمة على أنّ الحج أحد أركان الإسلام؛ وأنه واجب في العمر مرّة على من استطاع، والاستطاعة: الزاد والراحلة، ولم يشترط مالك الراحلة؛ بل إما الراحلة أو قوة المشي راجلًا ويجب على الأعمى إذا وجد قائدًا. وعبّر في الآية الكريمة عن ترك الحج بالكفر؛ إما تغليظًا في مقام الترهيب كقوله - صلى الله عليه وسلم -:"من ترك الصلاة عامدًا فقد كفر"، أو محمول على الاستحلال كما في نظائره.
الصفحة 5
536