كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)

الكلم " (1). ولقد عجب المشر ثون حين رأوا النبى صولهي! يمدخل بإرشاداته
وتوجيهاته فى أخصك الا مور وأخفاها، عند خلوة الإنسان بأهله، وعند اختلائه
لقضاء حاجته. ورد فى صحيح مسلم عن سليمان الفارسى قال: قال لنا
المشر حون: إنى أرى صاحبكم يعلمكم حتى يعلمكم الخراءة. قال: أجل، إنه
نهانا أن يستنجى أحدنا بيمينه أو يستقبل القبلة، ونهانا عن الروث والعظام فقاك
(ا لا يستنجى أحد 3 بدون ثلاثة أحجار".
2 - أن الإسلام عرف للأسرة قدرها، وحاطها بجملة كبيرة من التشريعات
لتؤدى وظيفتها على الوجه الا حمل. فالأسرة هى الخلية الأولى فى جسم المجتمع،
وعناصرها هى الزوجان والأولاد، وليس المجتمع فى نظر الإسلام أفرادا متناثرين
لا تربطهم روابط، بل هو جملة من المجموعات تؤلف بين كل منهم رابطة النسب،
ثم تجمع بينها كلها رابطة الروح بالا خوة الدينية ثم الرابطة الإنسانية العامة.
وفع! نطاق الأسرة ينشأ الجيل ويربى تحت رعاية الا بوين، لأنه لا يستطيع
القدرة عل! تحصيل العيش مباشرة، وفى رحاب الأسرة وعن طريقها تكون
الوراثة، وفيها يتعلم السلوك واللغة، وعن طريقها أيضا تنتقل تقاليد المجتمع إلى
الطفل، وفى الأسرة تتحدد شخصية الطفل وتتكون عواطفه وتظهر اتجاماته،
وفيها تغرس الا! خلاق وتنمى العادات، التى منها على الأقل شعوره بالانتماء، أ ى
انتماء ا! فراد بعضهم لبعض، والشعور"بالولأ للأسرة، وبالطط نينة لارتباط
مشاعره بمشاعر أفرادها وأحاسيمسهم، وفى الأسرة تتعود الحياة الاقتصادية، من
حسن التصرف وتقديم الأ هم والاقتصاد والتوفير.
وبكل ذلك يستطيع الطفل إذا شب وكبر أن يواجه المجتمع الكبير بتبعاته
والتزاماته، فقوانين الأسرة وجوها صورة مصغرة من قوانين المجتمع وجوه، والولد إذا
أحسنت تربيته فى هذا الجو، و! في تطبيق قوانين الأسرة كان مواطنا صالحا،
__________
(1) رواه البخارى ومسلم عن أبى هريرة.
11

الصفحة 11