كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)

والإسلام حين يعالج موضوع رعاية الأولاد يعالجه علي فلسفة عميمه
أصلة، شأنه فى حل تشريعاته. وهو لهذا كان موفقا فى علاجه للمشكلات إذا
تولى تطبيقه قوم من الطراز الذى أراده الله ووضع له مواصفات خاصة.
ومن الخطوط البارزة لهذا التخطيط ما يأتى:
1 - معالجة الإسلام للقضايا بوجه عام هى معالجة جذرية تمتد إلى الا عماق،
وتصل إلى الا سباب الأولى التى تولدت عنها هذه الظاهرة التى يراد علاجها، وإذا
بدأ الإسلام رعاية الأولاد رجع بها إلى مدى بعيد سابق على وجود الناشمىء فى
حياته العادية، فهو لا يرعاه فقط من وقت ولادته، بل قبل أن يولد حين ثان
جنينا فى بطن أمه، بل قبل أن يكون جنينا عندما كان مجرد فكرة فى ذهن أبويه
عند الإقدا أ علي بناء عسق الزوجية حما تقدم ذ حره، وإذا تم الزواج وحدث الحمل
! انت له حقوقه التى سيأتى لفصيلها فيما بعد، فالإسلام يرجع بالرعاية إلى
الجذور الأولى والمتابع التي تؤثر على الولد فى جسمه وعمله وروحه، أما العلاج
الظاهرى أو المبتور فهو، كما يقول العرب، دهان على وبر، لم يمص! أصل الداء
الموجود على الجلد وما تحته. وإذا قطع جذع تمجرة من الطريق لا يلبث بعد زمن
أن ينمو ما دامت هناك جذور غائرة فى الا! عماق تمده بألسباب النماء. وإذا كان
الإسلام يتولى رعاية الناشىء قبل أن يولد فهو يلازمه بالرعايه فى كلى أطوار
حياته حتى حستقل أو -لحوت، بل كانت هناك تكاليف خاصة به بعد موته، من
تجهيز للدفن وما يلزم من صبر الاباء على فقده، وهذه الرعاية كما يعبر عنها
الكاتبون رعاية فى الامتداد العمودى أو الرأسى.
2 - الإسلام وهو يرعى ألا! ولاد يرعاهم رعاية كاملة شاملة من جميع
النواحى الجسمية والعقلية والروحية والخلقية، وهي رعاية كما يقولون، فى
الامتداد الأ فقى، تشمل كل هذه القطاعات التى يؤثر بعضها فى بعض، والتى
تتكون منها جميعا وحدة هى عبارة عن الشخصية المميزة للإنسان فى معناها
الا دبى، و حل منها يضع بصمته عليها بقدر معين، مهما صغر أو ضعف فله أثره،
93

الصفحة 13