كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)

ونحن لا نجهل القول السائر: العقل السليم فى الجسم السليم. فصحة البددن لها
أثرها فى صحة التفكير، والمرض والفقر والتواء الا! فكار ثل ذلك له أثره على
السلوك والا! خلاق، والانفعالات النفسية أو العقد والآراء المتسلطة على الإنسالن
لها أثرها على جسمه قوة وضعفا ونشاطا وخمولا، حسب طبيعة هذه المؤثرات،
وهكذا ثل ما فى الإنسالن من مادة وروح يؤثر عليه ويحدد له طريقته فى الحياة،
ولهذا لا يكون العلاج صحيحا إلا إذا مس كل هذه النواحى، ولا تكون الرعاية
منتجة إلا إذا أعطى كل جزء منها نصيبه، والمريض إذا وصف له دواء مركب من
جملة أنواع لا يمكن أدن يجد برد الراحة والعافية إن أهمل بعضها، زهدا لمحيه أو عدم
حسن استعمال له على الوجه الذى بينه الطبيب. وعيب التربية البعيدة عن
منهج الدين آنها تهمل النواحى الروحية والخلقية، ولا توليها من العناية بقدر
ماتولى الناحية الجسمية أو العقلية، فأخرجت أبطالا شى كمال الا! جسام وحمل
الا ثقال والملا ثمة وغيرها، ولم تخرج أبطالا فى التضحية والبذل والفداء
والإخلاص ورقابة الضمير.
ومما يدل على بعد النظر عند علماء التربية الإسلامية أنهم لم يهملوا التربيه
الجسمية شى غمرة تحمسهم للروح والخلق، بل أولوها عناية تليق بها كما أولوا
عنايتهم بالنواحى الأخرى، إيمانا منهم بشمول التشريع الإسلامى لكل نواحى
الإصلاح، و بتكامله تكاملا تاما.
وإذا صان لبعضهم تر ثيز على التربية الروحية والخلقية فإن ذلك عنايه منهم
بالا! هم، أو لأ دن التربية الجسمية دواعيها متوفرة، فالانسياق إليها طبعى لا يحتاج
إلى ثثير تنبيه، والتربية الروحية الصادقة ستؤدى شى كئير من الأ حيالن إلى العناية
بالجسم،! دن من مبادئها إعطاء ثل ذى حىت حقه، ثما يقول تعالى: (وابتغ فيما
آتاك الله الذار الاخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا ح! أ القصص: 77،. ومن دعاء
الصالح! ت 1كر ربنا اتنا في الذنيا حسنة وفي الاخرذ حسنة 6! أ المرة: 1 0 2،. وشال
تعالى:! يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكفوا والثئربوا ولا تسرفوا إنه
14

الصفحة 14