كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)

الفرد وحده، ولا على اسرة واحدة ولا بلد واحد أو هيئه ينتمى إليها، وفى مجال
التعاون علي الخير بوجه عام، ومنه رعاية الأولاد، يقول الله تعالى (وتعاونوا على
البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان! أ المائدة: 2،. ويقول! اله والعصر
ح! إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمثوا وعملوا الصالحات وتواعوا بالحق
وتواعؤا بمالصبرحهوفى الحديث الشريف ((والله فع! عون العبد ما دام العبد فى
عون أخيه " (1). وفيه أيضا ((المؤمن للمؤمن ثالبنيان يشد بعضه بعضا " (2).
وفية أيضا ((من رأى منكم منكرا فليغيره بيده. فإن لم يستطيع فبلسانه، شإن لم
يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان "إ 3). وفيه أيضا " من لا يهتم بأمر المسلمين
فليص منهم " (4). ويضرب النبى - أعسط - مثلا رائعا للتضامن والتعاون على
الخير وا ثره على الفرد والجماعة فيقول " مثل القائم فى حدود الله والواقع فيها
كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم آسفلها، فكان
الذين فى أسفلها إذا استقوا مروا على من فوقهم، فقالوا: لو آنا خرقنا فى نصيبنا
خرقا ولم نؤذ من فوقنا، فلو تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على
أيديهم نجوا ونجوا جميعا " (5).
4 - تمتاز التربية الدينية عن التربية الأخرى بأنها تهيىء لسعادة الدنيا
والاخرة معا، وتشعر بأن الآخرة خير من الأولى، فإذا عرف الناشىء أن هناك يوما
ا، يجزحما فيه والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا وأن الجزاء الموعود به
فوق ما يتصور من جزاء الدنيا فى جانبى الثواب والعقاب،! اذا علم أنه لا
يستطيع أن يفر من الموقف أو يفلت من المحاكمة أو يدل! ر ويخدع ويغش - وضع
كل ذلك فى الاعتبار، فأتقن عمله وراقب ربه أملا فى الثواب الجزيل وخوفا من
__________
(1) رواه مسلم عن ابى هريرة. (2) رواه البخارى ومسلم عن أبى موسى.
(3) رواه مسلم عن اي سعيد الخدرى.
(4) رواد الطبهاسع عن حذيفة بن اليمان - الترغيب ب 2 ص 227.
(د) رواه البخارى عن النعمان بن بشير.
16

الصفحة 16