كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)

العقاب الشديد، وإذا علم أن ما كان ينتظره من تقدير دنيوى إن ضاع عند الناس
فإنه لا يضيع عند الله - هدأت نفسه وانشرح صدره، وأقبل على عمله فى رضا
وإخلاص، لا يفكر فى انتقام ولا يسعى فى فساد، وهذا كله له قيمته العظيمة في
حسن سيو الا مور، والستقرار الأ حوال، وتجنب الا زمات النفسية والآراء المنحرفة
والفتن والإضطرابات.
ومن هنا يظهر الفرق واضحا بين من يتربون على مبادىء وقيم يفرضها
القانون أو يقضى بها العرف، وبين من يؤخذون بقيم الدين واداب العقيدة، إ ن
الأولين يؤدون واجبهم فى أدنى صوره، لا يرجون إلا رضاء دنيويا وخيرا عاجلا،
والاخرون يؤدونه فى أكمل صوره بقدر المعستطاع، انتظارا لثواب من لا يضيع أجر
من أحسن عملا، فالرقيب موجود معه بكل حال، والتقدير العادل مضمون يوم
الجزاء، وهو عندهم خير وأبقى مما يتعجله غيرهم في هذه الحياة (لذين أحسنوا
في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين! أ النحل: 30،. (قل
متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا! أ ا! اء: 77،.
إن الطفل إذا تربى على العقيدة الدينية التى تشعره بالبعث والجزاء أقبل
على طاعة الله وأداء العبادات أملا فى الثواب، وليس كذلك من يتربون على
مبادىء لم تنبع من الدين، حيث لا تكون للعبادة أهمية فى نظرهم، والعبادة
بدورها تعطى الإنسان رصيدا ضخما من القيم الا! دبية العالية، نفس مهذبة،
وروح مشرقة، وخلق فاضل، وفكر سليم، وهذه كلها لها اثارها القوية في
السلوك الشخصى والاجتماعي. إلي جانمب رجاء الثواب عليها، قال تعالى: (إن
الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر! أ انحبوت: 45،. وفال:
(لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى! أ البقرة: 4 26،. وقال (الشيطان يعدكم
الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا! أ البقرة: 8 آ 2،. وقال
النبى - اعلط-: " من لم يدع قول الزور والعمل به فليعر لله حاجة فى أن يدع
طعامه وشرابه " (1).
__________
(1) رواه البخارى عن ءبى هريرة.
3 7 1

الصفحة 17