كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)

5 - الإسلام فى كل تشريعاته يدعو إلى الكمال، ولا يرضى ليالدون من
الأ وضاع ما دام الكمال مستطاعا، فقد دعا إلى الا! خذ بالا حسن من كل شىء قولا
وعملا ونخعورا وفكرا، قال تعالى: (فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون
أحسنه! أ-الزمر: 7 1، 8 1،. وقال: (ولا تستوي الحسشة ولا السيئة ادفع بالتي
هي أحسن! و أ! طت: 34،. وقاك: (وقل لعبادي يقولوا االتي هي أحسن!
أ الإسراء: 3ء،. بل طلب النبى - يمط - من المؤمنين ان يطلبوا من الله فى
دعائهم أعلى منزلة من الجنة فقال: " إذا سألتم الله فأعظموا الرغبة واسألوا
الفردوس الا على، فإن الله لا يتعاظمه شىء " رواه البخارى ومسلم عن أبى مريرة،
كل روى بعضه (1). وفى الحديث ((المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن
الضعيف " (2).
وفى مجال التربية علي ضوء هذا لا يريد الإسلام نسلا هزيلا كغثاء السيل،
فى قلبه وهن يحب به الدنيا ويكره الموت والتضحية، إنه يريده قويا فى جسمه
وعقله وروحه وخلقه، وهو فى سبيل ذلك لا يقف دون الجد والنشاط والعمل
والتطور والارتقاء وطلب الكمال المادى والأ دبى، ومثل هذا النشء يحقق لمجتمعه
السعادة، ويفيد نفسه والإنسانية فائدة عظممة.
6 - الإسلام حين يضع مناهج الإصلاح لا يضعها لفترة معينة من الزمن، أ و
جيل خاص من البشرية، فإن رسالته خالدة ممتدة تصلح لكل عصر وجيل، وهو
لبهذا لا يضع منهج التربية على شكل تشريعات جزئية أو أحكام وقتية، يصعب
تطبيقها فى بيئة أخرى غير مماثلة، أو عصر غير مشابه، بل يضعها قواعد كلية
مرنه يمكن تطبيقها فى كل البيئات وفى جميع العصور، لاركا تفريعات القواعد
واستخراج الجزئمات لمقتضيات الظروف وحكم المناسبات، وبهذا لا يقال: إ ن
منهج الإسلام فى تربية الأولاد ثان لقرون مضست، وأجيال صحراوية بدأ فيها
دعوته، فإن مبادئه وآدابه العامة تناسب أرقى البيئات، وتتمشى مع أحدث
__________
(1) الأ حياء 0 4 ص 133. (2) رواه مسلم عن ابى هريرة.
18

الصفحة 18