كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)
النظريات الصحيحة. وتساير كل مظاهر الحضارة فى صورتها النقية الصادقة، وقد
شهد بذلك المنصفون من الا! عداء والا! صدقاء على السواء.
ونحن بهذا المنهج المرن المحكم فى غنى عن استيراد مناهج وضعها بعض
الناس لبيئاتهم، ولتحقيق أغراض خاصة بهم، لا تتناسب وبيئاتنا الإسلامية
وأهدافنا السامية، وفى غنى أيضا عن التغيير والتبديل فى المناهج والأ ساليب
كلما لاح جديد من الغرب فى أفق التربية والتعليم، الأ مر الذى يبلبل الأ فكار،
ويكثر من وجود الثغرات، ويباعد بين الأ جيال فى الأ فكار، ويضعف ثقتنا بما
نشرع ونجتهد فى تطبيقه والدعاية له. والجيل المهزوز المضطرب الذى ئعذ حقل
تجارب يلبس ثوبا ويخلع اخر، أو يضطر إلى لبس ثوب مرقع من كل بيئة لا يوائم
جسمه ولا يريح نفسه - يعيمق على أعصابه مثقل الظهر فى حاضره، مزعزع
الثقة فى مستقبله، والجيل الذى يقطع الصلة بينه وبين اسلافه، ويتنكر لتراث
الا قدمين ومناهجهم يعيش على غير أساس يعتمد عليه، أو يعتز به كما يعتز كل
إنسان بنسبه، ويزيد اعتؤازا به ثلما أوغل فى القدم وامتد أجيالا طوالا، فذلك
عنوان أصالته.
هذه هى اهم الأ سس التى وضع الإسلام عليها منهجه فى رعاية الأولاد (1).
**
__________
(1) راجع بحث " منهج الإسلام في علاج المشاكل الاجتماعية " قى كتابنا " توجيهات دينية
واجتماعية)).
19