كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)

الفصل الأول
نظرة تاريخية
الأولاد هم - ثما قدمنا - ثمرة اللقاء الجنسى، والنتيجة الطبيعية لاجتماع
الذ ثر مع الأنثى جنسيا، وهم الأ مل الكبير المرجى من تكوين الأسرة، فهم أحد
أركانها الأ ساسسية اللازمة لأ داء مهمتها، وهم بحكم وجودهم التناسلى وظر! ف
معيشتهم من أول يوم لتنفسون فيه سيحيون حياة اجتماعية ووان لم يشعروا بها
فى أيامهم الأولى إلا بقدر حاجتهم إلى الغير، دون شعور بحاجة الغير إليهم.
فلابد لهم من نظام يكفل لهم بقاء طيبا وحياة سعيدة، سواء أكانوا فى فترة
الطفولة التى تبرز فيها حقوقهم الواجبة لهم على الغير، أم فى فترة التمييز التى
تبدأ فيها الواجبات عليهم لغيرهم من الوالدين والإخوة، ومن الخير أن نقدم
للحديث بذكر صور عن وضع الأولاد فى العهود الختلفة قبل مجىء الإسلام
تتضح منها، إلى حد ما، منزلة الدين الإسلامى بين التشريعات والمواضعات
السابقة فى رعاية الأولاد.
يقول علماء الاجتماع: إن حالة الأولاد لدى أكثر المتوحشين فى منزلة أحط
من أولاد الحيوانات العجماوات، أنعدمت فيها الرحمة التى فطر عليها الحيوان،
فقد شوهد منهم من يئدون أولادهم ويدفنونهم مع أمهاتهم عند موتهن، كما
شوهد منهم من يقتل أحد التوأمين ويستبقى الاخر، وبعضهم يقتل كل ما يولد
له إذا كان لديه أبناء اخرون، ولعل هذا كان راجعا إلى شعور الأب بعدم الحاجة
إلى ولده فى تحصيل العيش بسهولة، ولعدم استقرار الأسرة وضعف روح الترابط
والاجتماع بين أفرادها، والحاجة إلى الحركة المستمرة والتنقل الكثير لطلب
العيش، ولشعور الرجل بأن الولد عبء عليه يزيد؟ هما فوق همه فى تحصيل
22

الصفحة 22