كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)

قوته، ومن هنا كان يفضل الحيوان عليه، لأنه سيستفيد منه فى الغذاء والكساء
والمطالب إلا خرى. وهى نظرة بدائية للحياة من قيامها على المنفعة العاجلة المادية.
وقد ذ! ر هؤلأ العلماء أيضا أنه فى ((بولينيزيا " حول استراليا لا توجد بين
الأ بناء وآبائهم علاقة أكيدة، فالطوائف التى تسكن منهم زيلنده الجديدة لا يحب
رجالها أن تكثر لديهم البنات، فيعمدون إلى قتلهن ساعة الميلاد، بل إنهم
يعمدون فى ول خمس سنوات أو لست إلى ذبح جميع أطفالهم ذكورا! اناثا إذا
ولدوا فى سنة يتوقعون فيها بؤسا. فيقومون بهذه المجزرة كأنهم لا يأتون منكرا.
وعند هجرتهم من مكان إلى اخر هربا من القحط أو من العدو رحلوا تاركين
الأ طفال والشيوخ ليقتلهم العدو أو يموتوا جوعا.
ويقول ((سبنسر" فى ثتابه عن الاجتماع البشرى: إن الرحالة " أنجاس "
شاهد أن الأب الاسترالى إذا أعوزه الط! عم لسنارته يقتل ابنه ويقتكل من لحمه
قطعا ليصطاد بها سمكا يأكله. وفى قبائل البنتاجون فى أمريكا يعطون الأ سبان
أولادهم فى مقابل قليل من الحنمر، كما ذكره الرحالة ((فالكنو" ويروى الرحالة
((سمبسون " أن قبائل ((ألينمسن " إذا أتت المرأة فى أول ولادتها بأنثى قتلوا الطفلة،
ولا يزالون يقتلون كل طفلة تاتى بعدها حتى تلد ذكرا.
وإذا ثان الفقر يدفع أمثال هؤلأ إلى قتل أولادهم أو بيعهم فكيف يعلل
ما يحدث فى جزر "فيجى " من أن رجالا منهم أهدوا إلى رئي! قوى فيهم أطفالا
كثيرين، لا يقصد أن يتخذهم أرقاء، بل بقصد أن يأكلهم. وجاء فى التوراة
الا مر الصريح برجم الولد العاق وإباحة بيع البنات كما ذكره المقريزى فى
خططه أ 1).
وعند اليونان كان للآب أن يقتل أولاده ويبيعهم، ولم يحرم ذلك إلا فى
عهد أفلاطون فى القرن الخامس قبل الميلاد، وبقى له حق التبرؤ منهم وقطع كل
__________
(1)! 4 ص 374.
23

الصفحة 23