كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)

متى ولد لا حدهم مولود وضعوه عند رجليه، فإن أمر برفعه صار ابنه واحتضنته
أمه، وإن سكت علموا أنه لا يريده، فيلقونه فى جهة معلومة ليموت جوعا أ و
يلتقطه إنسان اخر، وليس للأم حق الشفاعة لابنها لا نها مجردة الحقوف، وكان
لانعدام لذة الأ مومة أثر سيىء فى سلوك المرأة، فلم تعد تقدس الزواج، وانطلقت
مع الشهوات والعهر التام.
والتقاليد الصينية القديمة تقضى بالتبكير بالزواج لإنجاب أكبر عدد ممكن
من الأولاد. لسمتد ذكر الأب ويجتهد فى الإنجاب، فإن لم يفلح تبنى غير ولده،
ومع هذا فإن للأب من السلطان ما يجيز له أن يبيع أولاده وأن يقتلهم، وقد صدر
قانون مشة " 95 أم بتحريم ذلك (1)، والبنت محتقرة بدرجة كبيرة عندهم كما
ذكره الرحالة محمد ثابت فى كتابه " بنات حواء " وفى اليابان كان من حق الوالد
بيع ولده وإرغام بنته على اختراف البغاء (2).
وفى فرنسا فى عهد الملوك من أسرة الميروفنجيين التى حبهمت إلى سنة
752 م كان يجوز للاب والام الا! رملة بيع الأولاد، وبقيت هذه العادة جارية فى
أوروبا إلى ما بعد القرن التاسع.
وكان الأولاد عند عرب الجاهلية موكولين إلى إرادة الاباء، إن شاءوا
استبقوهم، وإن شاءوا قتلوهم، تخلصا من نفقتهم فى حالة الفقر، والبنات بوجه
خاص كانت لها معاملة شاذة سيأتى الحديث عنها.
هذه صور من بعض ما كان يجرى فى العصور السابقة على الإسلام بالنسمبة
إلى الأولاد، ستساعدنا على- تعرف موقف الإسلام الرحيم المنصف العادل فى
معاملته للاولاد.
***
__________
(1) مجلة العربى مارس 9751م.
(2) المرجع السابق.
25

الصفحة 25