كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)

الفصل الخامس
في مادة التربية
قدمنا أن التربية تقوم على دعامتين أساسيت! ت، هما تقويم الفكر وتقويم
الخلة!، ومهمة الوالدين تظهر بوضوح فى تيذيب الخلق، حما أن مهمة العلم
تظهر فيما يقوم الفكر، وقد عقد الغزالئ فى كتابه الإحياء (1) فصلا خاصا برعاية
الصبيان يقوم معظمه على الاداب والأ خلاق، وعقد مى ثتاب العلم من
الإحياء (3) بابا لأ نواع العلوم التى يجب تعلمها ودرجة مذا الوجوب والطرق
الصحيحة لتعليمها. وهذان النوعان من التربية فى حاجة إلى بعضهما، ولا يم! ص
الفصئل بين ميدانيهما فصلا تاما. والتفريق فى نوع منهما نقص كبير فى التربية.
فالعلم تكبح الا! خلاق من جماحه، والضمير يعصم العلم من الانزلاق، وكان
النبى ع! ط يعلم أصحابه العلم والخلق بالقول والعمل، و ثان لهم أسوة حسنة شى
* الأ مرين.
ومما يدل على صلة العلم بالخلة! وعدم استغناء أحدهما عن الاخر حرص
المسلمين الأولين على تعليمهما لأ ولادهم معا، والتر ثيز بنوع خاص على تقويم
الخلق فهو الثمرة الممتازة للعلم. أوصع! هشام بن عبد الملك سليمان الكلبى لما
اتخذه مؤدبا لولده فقال له: إن ابنى هذا هو جلدة ما بين عينى، وقد وليتك
تأديبه، فعليك بتقوى الله وأداء الأ مانة فيه بخلال، أولها أنك مؤتمن عليه،
والثانية أنا إمام ترجونى وتخافنى، والثالثة كلما ارلقى الغلام فى الأ مور درجة
ارتقيت معه، وفى هذه الخلال ما يرغبك فيما أوصيك به. إن أول ما 1 مرك! أ ن
تأخذه بكتاب الله، وتقرئه فى كل يوم عشرا، يحفظ حفظ رجل يريد التكسب
به، وروه من الشعر أحسنه، ثم تخلل به فى أحياء العرب فخذ من صالح شعرهم
هجاء ومديحا، وبصره طرفا من الحلال والحرام والخطب والمغازى ثم أجلسه ثل
يوم للناس ليتذكما 3).
__________
(1)! 3 ص 62. (2) ص! اص! 13.
(3) محاضرات الا دباء للأصبهانى جا ص 26.
278

الصفحة 278