كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)

وآوصى عبد الملك بن مروان مؤدب بنيه بموله: علمهم الصدق كما
تعلمهم القران، وجنبهم السفلة فأنهم أسوأ الناس رعة - ورعا - وأقلهم أدبا،
وجنبهم ألحشم فأنهم لهم مفسدة، وأحف شعورهم تلغظ رقابهم، وأطعمهم
اللحم يفووا. وعلمهبم الشعر يمجدوا وينجدوا، ومرهم أن يستا ثوا عرضا،
ويمصوا الماء مصا، ولا يعبوه عبا، وإذا احتجبت إلى ان تنالهم بأدب فليكن ذلك
فى ستر لا يعلم به أحد من الفاشية شيهونوا عليه (1).
و وصى الرشيد الا حمر مؤدب ولده الا! مين فقال: يا أحمر، إن أمير المؤمنين
قد دفع إليك مهجة نفسه وثمرة قلبه، فصير يدك عليه مبعسوطة، وطاعته لك
واجبه، فكن له حيث وضعلث أمير المؤمنين، أقرئه القران، وعرفه الا! خبار، وروه
الأ شعار، وعلمه السنن، وبصره بمواقع الكلام وبدئه، وامنعه من الضحك إلا فى
أوقاله، وخذه بتعظيم مشايخ بنى هاشم إذا دخلوا عليه، ورفع مجالس القواد إذا
حضروا مجلسه، ولا تمرن بك ساعة إلا وأنت مغتنم فائدة تفيده إياها، من غير
أن تحزنه فتميت ذهنه، ولا تمعن فى مسامحته فيستحلى الفراغ ويألفه، وقومه
ما استطعت بالقرب والملاينة، فإن أباهما فعليك بالشدة والغلظة (2).
وقا. ل عمرو بن عتبة لمؤدب ولده: ليكن أول إصلاحالث لولدف إصلاحالث
لنفسك، فإن عيونهم معقودة بك، والحسن عندهم ما صنعت، والقبيح عندهم
ما تركت. علمهم كتاب الله ولا تملهم منه فيتر ثوه، ولا تتر ثهم منه فيهجروه،
روهم من الحديث أشرفه، ومن الشعر أعفه، ولا تنقلهم من علم إلى علم حتى
يحكموه، فإن ازدحمام الكلام فى القلب مشغلة للفهم، وعلمهم سنن الحكماء،
وجنبهم محادثة النساء، ولا تتكل على عذر منى لك فقد اتكلت على! صفاية
منك (3). ونسبت هذه الوصية فى النجوم الزاهرة (4) وعيون الا! خبار ومحاضرات
__________
(1) مقدمة ابن خلدون ص 399، تاريخ التربية ص 37.
(2) المحاسن والمساوى للبيهقى ج 2 ص 3 1 2 ومقدمة ابن خلدون ص 399 وتاريخ
التربية ص 36.
(3) العقد الفريد جا ص 96 1 وتاريخ التربية ص 38. (4) جا ص 23 1.
279

الصفحة 279