كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)
شفئ هذه الوصية نقط بارزة تبين أسس التربية الصحيحة، فيها العقيدة
الصحيحة التى لا تشرك بالله، وفيها رقابة الله والشعور بالمسئولية! ن الله لا يخفى
عليه شىء، وفيها أداء الواجب له أولا بالصلاة، فهو أول من يؤدى الواجب له،
وفيها أداء الواجب للمجتمع بالتوعية التى تنير لهم طريق العمل الصالح، مع
التذرع بالصبر والعزم الصادق عند أداء هذا الواجب. وفيها مثل من الأ خلاق
الاجتماعية التى أساسها الشعور بالمساواة بين الناس، فالإنسان من جنسهم وأخ
لهم ولا يجوز له أن يتعالى ويتكبر عليهم. وفيها صور من الكمال النفسى
بالتوسط والاعتدال فى ول الأ حوال، فى المشى وفى الحديث وفى غير ذلك من
كل ما يحفظ عليه وقاره ويكمل شخصيته. فهى وصية جامعة دقيقة، من أجل
ذلك ثان لقمان حكيما، وكانت وصيته قرانا خالدا يتلى على مر الدهور. ومن
أراد أن يعرف تفصيل الاداب التى يربى عليها الن! ث! ء فليرجع إلى كتب المسلمنن
أمثال الغزالى وابن سينا وابن مسكويئ وغيرهم.، ففيها اداب تصلح للكبار
والصغار، واداب يقتضيها عرف ذلك الزمان.
وقد أشار الغزالى فى كتابه ((الإحياء " إلى نماذج من رياضه الصبيان، منها:
عدم لب! ر الملابس التى توحى بالأ نوثة والنعومة، ومقاطعة من يلبسونها
والاجتهاد فى تعليم الصبى حكايات الأ خيار ليغرس فى نفسه حبهم والاقتداء
بهم، وعدم تعويده النوم فع! الفرالق الوثير حتى لا يألف النعومة، وأن يعوده
الأ خلاق الاجتماعية، بعدم الفخر على أقرانه بما يملكه والده أو بشىء من
مطاعمه وملابسه، وأن يعف عما فى يد غيره من الأ غنماء أو الفقراء كما يعوده
الصدق وعدم الحلف، وأن يحسن الاستماع ولا يبدأ بالكلام إن ثان معه من هو
أكبر منه، وأن يصون لسانه عن اللغو والسب، ولا يخالط من يفعلون ذلك.
وغير هذا كثير فى الكتب المشار إليها. وعمدة ذلك الكتاب والسنة وسيرة
السلف الصالح.
والتربية العلمية تقوم على ما يقوى العقل وينمى المدارك من أنواع المعارف
282