كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)

الجد يدة، ولكن الدين لم يمنع - كما هو مرسوم فى القرآن - من تعلم العلوم
الأ خرى بل حث عليها. وفتحت الكتاتيب لتعليم الخط والحساب ومبادئ
العلوم. وقد أرسل سيدنا عمر كتابا إلى الأ مصار يقول فيه: علموا أولادكم
السباحة والفرولسية. وفى رواية: ومروهم يثبوا على الخيل ودبا، ورووهم ما سار
من المثل وحسن من ال! ثمعما 1).
وسيأتى فى بيان أسلوب التربية التوصية بالبدء بالأ هم من هذه العلوم
والتدرج شى تعليمها حسب السن والا! ستعداد، وعدم الخوض فع! التفاصيل إلا
بعد التمكن من أصل الموضوع واستعداد العقل لتحمل الخلافات، والموازنة بين
الاراء، وأ! رر التنبيه إلى وجوب العناية بالتربية الدينية علما وعملا!! العناية
بالثقاشة العقلية والتربية الجسمية أو أشد، لأ نها صمام الأ من لكل تربية. ومن
المؤسف أن تكون الموسيقى والأ شغال اليدوية فى مناهج التعليم فى بعض بلاد
المسلمين مواد أساسية يهتم بها، وتكون العلوء الدينية فى وضع أدنى من هذا
الاهتمام، ثما يؤسف أن تدرس علوم نظرية بحتة أو تعطى لها عناية كبيرة فى
الوقت الذى يحتاج ف! ه إلى التعليم العملى فى ميادين تحتمها الظروف.!! ذلك
من العيب أن نمنمغل الناشئة ونشغل أنفسنا بمعارف عميقة واسعة عن الدول
الأ جنبية، وئهمل إهمالا واضحا تاريخ بلادنا وأمتنا وأمجادنا الا صيلة.
ومن الخير أن أتحف الا! بناء بهذه الحصيلة العلمية الخلقية التى جناها أحد
التلاميذ النجباء من تعلمه طوال ثلاث وثلاثين سنة. ذلك أن حاتم بن علوان
الأ صم المتوفى سنة 237 حص وهو أحد آقطاب الصوشية، مكث يطلب العلم على
أستاذه شقيق البلضى هذه المدة، ولما سأله فى نهايتها عن حصيلته العلمية قال
له: ثمان مسائل لا غير، وهى:
الأولى: نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل واحد لحب محبوبا، فهو مع
محبوبه إلى القبر، فإذا وصل إلى القبر فارقه، فجعلت الحسنات محبوبى، فإذا
دخلت القبر دخل محبوبى معى.
__________
(1) البيان والتبيين ج 2 ص 12.
284

الصفحة 284