كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)
الفصل السادس
في مكان التربية
التربية فى شقيها العلمى والعملى، والثقافى والخلقى، يمكن أن تكون فى
كل مكان، فى البيت والمدرسة والمسجد والطريهق، فى الحل والترحال، وفى كل
مكان، وكان النبى صلإيها! حريصا على خير أمته، فدعاهم ليلا ونهارا، وسرا
وإعلانا، فى البيت والمسجد والطريق والسوق والحضر والسفر، يريد بهذا أن يبلغ
ما أنزل إليه من ربه، وأن يبرىء ذمته من هذه المهمة. وقد أشهد أمته فى حجة
الوداع أنه بلغ الرسالة وأدى الأ مانة ونصح الا! مه، ولعلك تعرف أنه ثان راكبا
ناقته ومردفا خلفه عبد الله بن عباس، فالتفت إليه وقال ((يا غلام ألا أعلمك
ثلمات ا)؟ قال: بلى. قال " احفظ الله يخفظك، احفظ الله تجده أمامك، إذا
سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، وأعلم أن الا! مة لو اجتمعت على أ ن
ينفعوك بشىء لم ينفعوك إلا بشىء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أ ن
يضررك بشىء لم يخمروك إلا بشىء قد كتبه الله عليك. رفعت الا! قلام وجفت
الصحف "ر 1).
و حانت التربية فى أول ظهور الإسلام قاصرة على البيوت. ثم اتخذ النبى
حطها! دار الا! رقم بن أبى الا! رقم مر! زا يتلقى فيه أصحابه، يبلغهم الوحى ويستقبل
الراغب! ت فى الإسلام، وكان الآباء يربون آولادهم فى بيوتهم تربية علصة خلقية إذا
كانوا دوى مقدرة تؤهلهم لذلك. وكان هذا الوضع ظاهرا فى عهد الصحابة
والتابعين، أما فى العصور التى للت ذلك فكانت التربية العلميه يقوم بها من لهم
مقدرة علمية، أما غيرهم فكان الفقراء منهم يهملون تعلمم أولادهم، وكان
الا! غنياء منهم إما غير مهتم بالعلم فلا يعنيه من أمره شىء،! 1 ما مهتم فيحضر
معلما لأ ولاده يتولاهم فى بيته، ولم تكن هناك مدارس بلىلمعنى المعروف الان، إنما
__________
(1) رواه الترمذى وحسنه.
288