كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)

(ب) السماح للناشىء بإبداء رأيه فى الظوامر المحيطة به والمسائل التى
يتعلمها، وتدوين ملاحظاته وتعويده مدوامة ذلك، ولا يمنع من هذا حتى لو
جانب رأ يه الصواب، بل يجب فسح المجال له ثم إصلاح خطئه بالحسنى، وهذا
يعود الطفل التأمل والاستنتاج ومعالجة المشكلات ومواجهة الأ زمات بقوة.
والحذر صل الحذر من تسفيه رأيه، فذلك يجرح كبرياءه، أو يدعوه إلى الجبن
والخوف من الوقوف فى مثل مذا الموقف حتى لو كان رأله حموابا. كما يجب
عدء الإسراف فى لومه إن أخفة! فى عمل. بل يجب أن تلتمس له المعاذير إن كان
يصلحه ذلك، وتوضع يده على موضع الخط ليتلافاه فيما بعد. يقول الماوردى
فى! تابه ((أدب الدنيا والدين ": ومن ادابهم ألا يعنفوا متعلما ولا يحقروا ناشئا
ولا يستصنغروا مبتدئا، فإن ذلك أرعى إليهم وأعطف عليهم وأحث على الرغبة
فيما لديهم. وروى عن النبى صلإل! هي! أنه قال " علموا ولا تعنفوا، فإن المعلم خير من
المعنف)) وروى عن النبى صهي! أنه قال ((وقروا من تتعلمون منه، ووقروا من
تعلمونه " اهـ (1). ولا أعرف لهذ ين الحديثين سندا. ذ ثره السيوطى! ى الجامع
الكبير وقال عقبه: أبو إسحاق المشملى فى معجمه وأبيه إسحاق فى فوايده وابن
النجار عن ابن عمر.
(ج) تعويده الاعتماد على النفعر واستقلال الفكر، فلا تلقى إليه كل
المعلومات ليأخذما تلقائيا لا نشاط له فيها سوى التلقى، بل ينبش! أن يجعل له
نصيب من إعمال الفكر وتحريك الذهن، فتوضع له مقدمات ثم يترك ليصل منها
إلى النتائج مثلا، وإلى جانب أن هذه الطريمة تكسبه هذا التعود فإن فيها
اطمئنانا من المربى على مدى استفادة الناشىء منه، وقد سملك النبى عثط هذا
المسلك شى عدة مواقف. فقد روى مسلم أ 2) أنه قال لأبى بن كعب " يا أبا المنذر،
أتدرف أى اية من كتاب الله معك أعظم))؟ فقال: الله ورسوله أعلم. ولكنه كرر
عليه السؤال فأجاب بقوله ((الله لا إله إلا هو الحى القيوم. . . " فسر النبى به
وضرب بيده على صدره وقال " والله ليهنك العلم ابا المنذر ".
__________
(1) ص 77.
(2)! 6 ص 93.
311

الصفحة 311