كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)
فينفع نفسه، وينفع أسرته ووطنه، وإشرا ثه مع والده فى عمله. ويقال مثل هذا
إذا كبر الناشىء فلا ينبغع! الحرص على عيشه مع الوالدين والأسرة، بل يشجع
على تكويبئ أسرة جديدة مستقلة، أو على الأقل لا يمتعض من ذلك، فإن
استقلاله وتجربته للحياة لكون تحت رقابه الوالدين يصلحان من خطئه، ويقومانه
ليطمئناعلى مستقبله.
سادسا: قرن العلم بالعمل وتطبيق المعرفة على السلوك، وذلك لتثبت
المعلومات فى! ذهن الصبى، وتتأكد الانطباعات مى نفسه وليتبين للمربى مقدار
استجابته للتربية، وقد أثر عن العلماء أنهم قالوا: العلم يهتف بالعمل، فإن
أجاب وإلا ارتحل (1). وقيلى للمهلب بن أبى صفرة: بم أدركت ما أدركت؟ قال:
بالعنم. قيل له: فإن غيرك قد علم أكثر مما علمت ولم يدرك مثل ما أدركت.
فقالك هذا علم استعمل وذاك علم أهمل (2).
وقد سبقت الإشارة إلى أن المسلمين ثانوا يعودون أولادهم الصمام
ويلهونهم بكرات الصوف حتى يحين وقت الإفطار. والطفل إذا مارس التطبيق
خصوصا فى الأ مور الا دبية كالرحمة بالضعفاء والعطف على الفقراء أمكن أ ن
يحسر بما يجس! به هؤلأ إلى حد ما. ولو أنه وضع مكانهم فى التجربة لكان
أعمق فى إحساسه بما يحسون. ومن الطريف أن فى بعض البلاد الأ جنبية مدرسة
تعلم الا! خلاق للأولاد عمليا، كالعطف على أصحاب العاهات، بأن يفرض على
! ل واحد أن يكون أعمى فى يوم من السنة - بوضع عصابة محكمة على عينه
- ويقوم الاخرون بخدمته.
ومن صور هذا التطبيق العملى غرف الهوايات والقاعات العملية والمزارع
الملحقة بالمدارس، وقيام التلاميذ بعمل مسح) جتماعى للمنطقة التى تقع فيها
مدرستهم، والقيام بالرحلات وتسجيل المشاهدات، وكذلك من صور التطبيق
إحضار اللعب المنالسبة للاطفال كعرائس البنات ونماذج مصغرة من أثاث المنزل
__________
(1) أدب الدنيا ص 69. (2) مجلة الأزهر مجلد 4 ص 4 4 5.
313