كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)
تلهو بها البنت وتنسقها وتستخدمها ثما تفعل أمها. يقول النووف فاث شرح
حديث عائشة أنها زفت إلى النبى!! وهى بنت تسع سنين و معها لعبها: المراد
هذه اللعب المسماة بالبنات التى تلعب بها الجوارى الصغار، قال القاضى: وفيه
جواز اتخاذ اللعب! اباحة لعب اجوارى بهن. وقد جاء فى الحديث الآخر. أ ن
النبى عثهقي رأى ذلك ولم ينكره. قالوا: وسببه تدريبهن لتربية الأولاد وإصلاح
شأنهن وبيوتهن (1).
سابعا: التدرج فى التربية، إن التدرج فى التربية ثما يكون فى المعلومات
التى يختار منها ما يناسب مدارك الطفل وتطوره ونموه - يكون فى طريقه الأ داء
أيضا، فلكل سن ومرحلة ما يناسبها، وللأذكياء والأ غبياء ما يناسب مدارك! ول
واستعداداله يقول ابن خلدون: اعلم أن تلقين العلوم للمتعلمين إنما يكون مفيدا
إذا ثان على التدريج شيئا فشيئا وقليلا قليلأ، يلقى عليه أولا مسائل من كل
باب من الفن هى أصول ذلك الباب، ويقرب له فى شرحها على سبيل الإجمال،
ويراعى فى ذلك قوة عقله واستعداده لقبول ما يرد عليه حتى ينتهى إلى اخر
الفن. وعند ذلك يحصل له ملكة لمحى ذلك العلم، إلا أنها جزئية وضعيفة،
وغايتها أنها هيأته لفهم الفن وتحصيل مسائله، ثم يرجع به إلى الفن ثانية فيرشعه
فى التلقين من تلك الرتبة إلى أعلى منها، ويستوفى الشرح والبيان، ويخرج عن
الإجمال ويذ ثر له ما هنالك من الخلاف ووجهه، إلى أن ينتهى إلى اخر الفن
فتجود ملكته، ثم يرجع به وقد شذا - قوى - فلا يترك عويصا ولا مبهما ولا
مغلقا إلا وضحه وفتح مغلقه، فيخلص من الفن وقد استولى على ملكته، هذا
وجه التعليم المفيد .... (2).
والتشريع الإسلامى نفسه ثان على التدريج فى ثثير من مسائله، وما كان
بمكة غير ما كان بالمدينة - مادة وأسلوبا، ولم تحرم بعض العادات تحريما قاطعا إلا
بعد عدة مراحل، واية ذلك تحريم الخمر، فكان أولا اختياريا لم يصرح به
__________
(1) صحيح مسلم ج 9 ص 208.
(2) المقدمة ص 4 39.
314