كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)
الذف قبله، فإن العلوم مرتبة ترتيبا ضروريا، وبعضها طرية! إلى بعض. والمو فق من
راعى ذلك الترتيب والتدرج (1).
ويقول الماوردى: واعلم أن للعلوم أوائل تؤدى إل!! أواخرها، ومداخل
تفضى إلى حقائقها فليبتدقء طالب التعلم بأوائلها لينتهى إلى أواخرها،
وبمداخلها ليفضى إلى حقائقها، ولا يطلب الآخر قبل الأول، ولا الحقيقة شبل
المدخل، فلا يدرك الاخر ولا يعرف الحقيقة. لأ ن البناء على غير أساس لا يبنى،
والثمر من غير غرلس لا يجنى (2).
ثامنا: ورد عن على رضى الله عنه أنه قال: لا ت! صهوا شتيانكم على أخلاقكم،
فأنهم خلقوا لزمان غمر زمانكم، وهذه ملاحظة دقيقة يريد بها ألا يربى العرب
أولادهم على أخلاق الجاهلية التى ورثوها كالتعصب والث ر والفخر وما إلى
ذلك. لأنه! م فى عهد جديد يعدون فيه لمهمة ثبرى لا تناسبها أخلاق الجاهلية،
وعلى هذا الخوء لا ينبغى فى عهد الكفاح والتحرر أن يربى الأولاد على! صاهية
الجندية والجغامرة. تلك الكراهية التى ثانت طابع عهود الاستعباد والاحتلال.
ولا ينبغى آن تدرس علوم قديمة لا صلة لها بالحاضر ولا تفيد فى المستقبل الإفادة
المطلوبة، اللهم إلا من باب الترف العقلى الذى يكون بعد استكمال الضروريات
والأ ساسيات الخماغطة. ولنا فى تهيئة الله لنبيه محمد منذ الصغر! اعداده
لمستقبل عظيم ينتظره - ما يؤكد ضرورة ملأمة العلم والخلق للعصور والأ هداف
المشروعة، فقد حمى الله نبيه من شهود سهرات اللهو التى ثانت تقيمها قريش.
ومن عبادة آصنامهم وشهود آعيادها، وألهمه أن يجلس مجالس الكبار، و يعتمد
على نفسه ليكون مستعدا للنهوض برسالته الكبرى.
تاسعا: ومما تجدر الإشارة إليه عدم أ خذ الطفل بالجدية الحازمة، وإرهاقه
بالعلم واستغلال ثل وقته وجهده فى دلك، بل لا بد من فترات راحة واستجمام
يجدد بها نشاطه، ويهيىء نفسه لقبول العلم. والنفس تمل!! ما تمل الأ بدان،
__________
(1) الإحياء ج ا ص ه 4، 6 4. (2) ا دب الدنيا والد ير ص 38.
316