كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)
ولد فأمرت من تولى دفنه ولم أدع مجلس أبى حنمفة خوف أن يفوتنى منه
يوم (ا ك!.
(د) الإلمام بمبادىء العلوم، والأ خذ من ول علم بطرف، خصوصا ما يحتاجه
الناس ويتداول بينهم ويكثر الحديث عنه، فالجفل بهذه المبادئ فضيحة، وذلك
داخل تحت عموم قوله تعالى:! وفل رب زدنى علما! أطه: 4 1 1،. وكان
علماء السلف ملمين بمعارف زمانهم، غير مقتصرين على نوع واحد أو أنواع
خاصة من المعرفة، وذلك لتضامن العلوم كلها فى الثقافة وخدمة المجتمع. وكان
فيهم عدد ثبير يصح أن يكونوا نماذج للمتعلمين. ويكفى أن نذكر أن الفارابى
كان واسع الاطلاع جم المعرفة، ضرب فى كل علم بسهم وافر، وأخذ من كل
العلوم بنصيب كبير، يذ كرون أنه دخل على سيف الدولة ابن حمدان، فلما أمره
بالجلوس قال: أجل! ر حيث أنا أو حيث أنت؟ فقال: بل حمث أنت، فتقدم
وزاحمه على الكرسى. ولما كبر عليه ذلك اختبره فوجده على علم غزير واطلاع
واسع بز به أقرانه، مع إجادة عدة لغات وتمم مجلسه بإظهار تفوقه فى الموسيقى،
فضرب لحنا ثم لحنا. . . لكل منها تأثيره الخاص، وفى النهاية ضرب لحنا أنام
الحاضرين وتركهم وخرج. وهذه الحادثة وإن كان يستغربها بعض الكاتبين (2) إلا
أن القدر المتفق عليه أنه كان على اطلاع واسع، مثله مثل كثير من العلماء كابن
سينا وابن رشمد والكندى والبيرونى والسيوطى.
ومن أراد أن يتخصص فى علم من العلوم فليكن بعد المعارف الأولية
العامة، وإذا حنا ندعو إلى الحرص على الا لوان الختنفة فى مبادىء العلوم فاننا نركز
على العلوم الهامة التى يستفاد منها فى مجال التطبيق، أو تتصل بحاضر الجماعة
ومستقبل الأمة أو تخدم خدمة ظاهرة. أما علوم التسلية البحتة والا لغاز
المستعصية والعلوم المندثرة فالأولى إدخال الجهد فيها لما هو أهم. يقول سهل بن
هارون: إن من أصناف العلوم ما لا ينبغى للمسلمين أن ينظروا فيه، وقد يرغب
عن بعض العلم كما يرغب عن بعض الحلال.
هذا، وأنصح بتعليم اللغات الا! جنبية ما استطاع الناشىء إلى ذلك سبيلا،
__________
(1) تاريخ التربية ص 4 30. (2) تراث الإنسانية ج 2 ص 573.
322