كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)

عليه إذا لم يستطع أن يتعلمه ويتلقاه من صاحبه .. يقول ((مهبوذ ": لولا
ما عقدته الكتب من تجارب الأولين لا نحل مع النسيان عقود الاخرين (1).
ويقول الشاعر:
العلم صيد والكتابة قيده قيد صيودك بالحبال الواثقة
فمن الحماقة أن تصيد غزالة وتعيدها بين الخلائق طالقة
(ى) أخذ العلم من جميع مظانه وبجميع وسائله، فى المدرسة والمكمبة
والبيت والنادى والفضاء، من الصحف والمجلات والإذاعات والمحأضرات وسائر
الوسائل، ففى الحديث " الحكمة ضالة المؤمن، فحيث وجدها فهو أجدر بها"
رواه الترمذى وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وفى معناه ((خذ الحكمة
ولا يضرك من أى وعاء خرجت ". بل إن من الحيوانات والطيور والجمافىت ما
يمكن للإنسان بالتأمل فيه أن يفيد معارف وأخلاقا، ولا يضير هذه المأخوذات أ ن
تكون هذه الأ شياء مصادرها وأوعيتها، فابن المقفع يقول: اللؤلؤة الفاتنة لا تهون
بهوان غائصها الذى ايستخرجها (2). قال الرياحى فى خطبته بالمربد: يا بنى
رياح، لا تحقروا صغيرا تأخذون عنه، فأنى أخذت من الثعلب روغانه، ومن القرد
حكايته - تقليده ومحاكاته - ومن السنور" ضرعه، ومن الكلب نصرته، ومن ابن
آوى حذره، ولقد تعلم! من القمر سرى الليل، ومن الشمس ظهور الحين بعد
الحين (3). وحكى المسعودى عن بعض حكماء الفرس أنه قال: أخذت من كل
شىء أحسن ما فيه، حتى انتهى بى ذلك إلى الكلب والهرة والخنزير والغراب.
قيل له: فما أخذت من الكلب؟ قال: إلفه لا! هله وذبه عن صاحبه. قيل: فما
أخذت من الهرة؟ قال: حسن تأنيها وتملقها عند المسألة، قيل: فما أخذت من
الخنزير؟ قال: بكوره فى حوائجه. قيل: فما أخذت من الغراب؟ قال: شدة
حذره (4).
__________
(1) أدب الدنيا والدين ص 49.
(3) العقد الفريد ج ا ص ا 5 1.
(2) تاريخ إلتربية صا 30.
(4) حياة الحيوان للدميرى - غراب.
326

الصفحة 326