كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)

إلى البادية وتنقلوا فى المدن لطلب العلم، كما كان هنالث رحاله للكشف كابن
بطوطة وابن جبير وغيرهما.
(ب) ومن مظاهر الصبر والتحمل عدم الب س إذا تعثر فى الطريق مرة
وتخلف عن زملائه سنة مثلا، فالطريق ليست دائما مقروشمة بالورد (1) ومن سار
على الدرب وصل، ومن مد القرع للأبواب سيلج لا محالة.
وقل من جد فى أمر يحاوله واستشعر الصبر إلا فاز بالظفر
و 3 هنالث من عظماء لعثروا فى الطريق ثم كتب لهم النجاح بعد، وفى
ذلك حكمة لا يعلمها إلا الله وبعض الراسخين، ولعل من الحكمة أن يذوق
الإنسان مرارة الإخفاق ليدرك حلاوة النجاح، فبضدها تتميز الأشياء، وقد لكون
الحكمة هى التفطق لمواطن الخطأ وتلافيها فى المستقبل، أليس فى الدرس الذى
أخذه المسلمون فى غزوة أحد عبرة؟ قال تعالى: (إن يمسسكم قىح فقد مس
القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم
شهداء والله لا سا الظالمين ح! وليمحص الله الذين 1 منوا ويمحق الكافرين! و
أ آل عمران: 0 4 1، 1 4 1، (أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها فئتم أنى
هذا قل هو من عند أنفسكم! أ آل عمران: 65 1،. ومن هنا لا ينبغى أن تظلم
الحياة فى وجه الناشىء، ويتمنى الموت للخلاص منها، وقد مر قول النبى اكل!:
(ا لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلا فليقل، اللهم أحشى
ما كانت الحياة خيرا لى، وتوفنى إذا كانت الوفاة خيرا لى " (2). وإذا كان النبى-
ينهى عن مجرد تمنى الموت فهو ينهى أشد النهى من باب أولى عن التخلص
الفعلى من الحياة بالانتحار، فهو جريمة كبرى يصور بشاعتها قول النبى اكليط ((من
قتل نفسه بحديدة فحديدله فى يده يتوجأ. فى بطنه فى نار جهنبم خالدا مخلدا
فيها أبدا، ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه فى نار جهنم خالذا مخلدا -
__________
(1) الطريق يذكر ويؤنث.
(2) رواه البخارى ومسلم عن ان! س.
329

الصفحة 329