كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)

فيها أبدا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى فى نار جهنم خالدا مخلدا
فيها أبدا " (1).
(ج) ومن صور التحمل عدم التبرم بالعقاب الذى يوقع على الناشىء
نتيجة الخطأ، فهو لإصلاحه وتهذيبه. والمريض يتجرع الدواء المر، وتجرى له
العملية الجراحيه الشاقة. بغية الشفاء والراحه. ولا أدل على رضا العقلأ بهذا
العقاب من القول المتداول " عصا الفقمه من الجنه)) وهى كلمة كانت تسمع إلى
عهد قريب قبل أن تظهر النظريات التربويه الجديدة التى توصى بعدم ضرب
الأولاد، وكم خرجت هذه العصا من علماء وأبطال، وكان الأ قدمون لا يرون بأسا
من ضرب المعلم لأ ولادهم بل كان كثير من الأولاد إذا ضرب اسئحيا أن يخبر
أهله، وقد مر بك قول الرشيد لأبى مريم فى تأديب ولده، وقد ضربه: اقتله، فلأن
يموت خير من أن يموف. وحدت أن أبا محمد اليزيدى مؤدب المأمون ضربه حتى
أبكاه، فلما دخل عليه الوزير جعفر بن يحيى بادر بمسح دموعه وجلس كأن لم
يكن شىء، فتركهما المؤدب وخاف أن يخبره بذلك، فلما انصرف جعفر سأل
المأمون: هل أخبره بشىء، فقال: ما كنت لأطلع الرشيد على هذا فكيف
بجعفر؟ إنى أحتا! الى أدبأ 2).
ثمافا: عدم الشواغل التى تصرف الطالب عن العلم، وتوفير الراحه له ليقبل
عليه تحصيلا وتركيزا، فالعلم، كما قيل، لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك،
ومن هنا 1 متدحوا للطالب ألا يرتبط بزواجأو عمل خارجى!! ا! ان مستغنيا عنه،
كما 1 متدحوا التغرب عن مسقط رأسه بعدا عن مشاغل الأسرة والناس، وهذا كله
من وحي قوله تعالى: (ط جعل الله لرجل من قلبين في جوفه! أ الأ حضاب: 4).
ذكر ياقوت فى معجمه أن محمد بن القاسم الا نبارى كانت عنده جارية جميلة
فتن بها، فكان إذا طلب مسألة خفيت عليه شغل قلبه بها، فقال لخادمه: خذها
إلى الناسوبعها، فليس يبلغ قدرها أن يشغل قلبى عن علمى (3).
رابعا: تطبيق العلم على العمل والتخلق! لا يتعلمه من الأ خلاق، وقد سبق
__________
(1) رواه مسلم عن أبى هريرة.
(3) تاريخ التربية ص ه 0 3.
(2) تاريخ الخلفاء للسيوطى ص 9 0 2.
330

الصفحة 330