كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)

الفرع الثانى
إرشادات نحو المربى
المعلم أب روحى، ولقدم قول الرسول عي!: " إنما أنا لكم مثل الوالد لولده "
وقد رجح كثير من العلماء حقه على حق الوالد، وقالوا فى ذلك: الآباء ثلاثه،
أب ولدك، وأب رباك، وأب علمك، وخير الاباء من عفمك، الوالد يربى جسما
فانيا، والمعلم يربى روحا باميا، كما يقول الشاعر:
من علم الناس كان خير أب ذاك أبو الروح لا أبو الجيف (1)
ويقول شوقى:
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعنم أن يكون رسولا
ومن كانما منزلته كذلك يجب أن يكرم ويحترم، وقد جاء فى القول
المأثور عن أنس: من ومر عالما فقد ولمحر ربه، وقد أخذ عبد الله بن عباس بركاب
زلد بن ثابما وهو يركب بغلته، فلما قال له زلد: خل عنها يا ابن عم رسول الله،
قال: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا وكبرائنا، فقبل زيد يده وقال: هكذا أمرنا أ ن
نفعل باهل بمت نبينا. رواه الطبرانى والحاكم والبيهقى وقال الحاكم: صحيح
الإسناد على شرط مسلم.
أشرف الرشيد خلسة على الكسائى وهو يعلم ولديه الأ مين والمأمون، فلما
انفض المجلصر وقام الكسائى ددم إليه التلميذان نعله، فقبل رأسحهما وعزم علمهما
ألا يعودا، بعد مدة قال له الرشيد: أى الناس أكرم خدما؟ قال: أمير المؤمنين أعزه
الله: فقال: لا، بل الكسائى يخدمه الأ مين والمأمون، وحدثه الحديث. وكان
الواثق يكرم مؤدبه للغاية، ولما سئل من هذا الذى فعلت به ذلك يا أمير المؤمنين؟
قال: هذا أول من فتق لسانى بذكر الله، وأدنانى من رحمة الله أ 2).
__________
(1) ا دب الدنيا والدين ص ا 6.
(2) تاريخ السيوطى ص 228.
334

الصفحة 334