كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)

وإذا كنا نوجه الناس إلى اختيار الاستماع لما هو خير منها، فإن ذلك لا يستطاع
إلا بالتحكم فى الجهاز الذى يملكه كل لمحرد، ولكن لا سبيل إلى ذلك بالنسبة
لغيره وللأ مكنة العامة. وبهذا تكون المسئولية أكبر على المشرفين على الإذاعة.
فهم الذين يستطيعون التحكم فيها، فلا يذيعون إلا الخير النافع، وعليهم وزر
إذاعة كل محرم ومفسد للأخلاق، ودعوى إرضاء جميع الا ذواق لا تمنع المسئولية
فليس كل الأ ذواق يجب أن ترضى حما قال الله تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود
ولا النصارى حضى تتبع طتهم! و أ البقرة: 0 2 1،. والمفروض فى المسئولين أ ن
يقوموا الا! ذواق لا أن يتملقوها. والواجب أن تكون هناك هيئة دينية علمية
تربوية تشرف على البرامج لا تسمح إلا بإذاعة الصالح منها.
على أن الأ مر لو وقف عند حد إذاعة تصدر من دولة لكان أسهل، لكن
إذاعات العالم كله مفتوحة، ولي! م! هناك قانون دولى يحتم على كل الدول أ ن
تلتزم بطريقة معينة فى هذه الناحية أو غيرها. وإذا كاتت هناك مؤتمرات تعقد
للقائمين على الإذاعات فإنها لا تجمع كل ممثلى الدول، ولا تلتزم بتوصياتها
الدول المشتركة شيها، والدول تختلف فى ثقافتها وأفكارها. ولها أذواق خاصة
فى الاستحسان والاستقباح، فمن الصعب اتفاقها على طريق واحد فى هذا
السبيل. ولكن مهما يكن من شىء فإن المحاولات المذكورة تخفف إلى حد ما من
حدة التأثر غير المرغوب، وعلى أولياء الأ مور من الاباء وغيرهم واجب كبير فى
هذه الناحية، والمسألة يلزمها التفاهم والتعاون والشعور بالمسئولية الجماعية.
(ب) الصحافة والكتب والمكتبات:
أطلق الكتاب على الصحافة اسم السلطة الرابعة، لقوة أثرها فى توجيه
الشعب وإصدار الا حكام على الأ شخاص والتصرف ت وتكوين الرأى العام، وهى
تقوم على الإعلام والأ خبار، وعلى الرأى والمعلومات المتنوعة، وتلى الإذاعة فى
قوة التأثير، لأ ن الذى يقرؤها هو المتعلم، أما الأ مى فلا يقرا،! ان سمع فإنه لا ي! صن
كالقارئ. ويقوى أثرها كلما كبرت نسبة المتعلمين وقلت نسبة الأ ميين، فهى لها
342

الصفحة 342