كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)

بالنور التام يوم القيامة " (1). ويقول فى ضمن السبعة الذين يظلهم الله فى ظله
يوم لا ظل إلا ظله ((ورجل قلبه معلق بحب المساجد " (2) ويقول: " إذا رأيتم
الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان " (3) كما أن الإسلام جعل المشى إلى
المساجد عبادة يعطى الله على كل خطوة حسنة، ويحط سئة، ويضاعف بها
الثواب، ففى الحديث ((صلاة الرجل فى جماعة تضعص على صلاته فا بيته
وسوقه خصسا وعشرين درجة، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى
الصلاة لا يخرجه إلا الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحط عنه بها
سيئة " (4) وفى الحديث أيضا ((من غدا إلى افىسجد أو راح أعد له فى الجنة نزلا
كلما غدا أ! راح " (5).
وقد كان! المساجد منبع الثقافة والتوجيه ومجتمع الخير فى كل مناسبة،
وحلقالها كانت عامرة بطلا، ب العلم ومجالس العلماء، كما تقدم ذلك فى
الحديث عن مكان التربية، وعلى الآباء أن يعودوا أبناءهم التردد عليها، مع
ملاحظه تجنيب الصبية غير المميزين دخولها، وإن كان يحسن شهودهم لها
بالقرب منها حتى يألفوا رؤيتها وتنمو فى نفوسهم روح التقليد للمصلين فيها.
ومن التوجيه للخير أن يكون المشرفون على تثقيف الناس فى المساجد ذوى
خبرة نفسية وعلمية، ليعرضوا مشكلات المجتمع فى لباقة على المصلين،
وليختاروا من الا! ساليب ما يناسب الأ وساط التى تقام فيها المساجد، على أ ن
يضموا إلى خبرتهم العلمية والفنية سلوكا ممتازا يغرى بالقدوة به، فهو أ ثبر
وسيلة للتقويم، والموجه الدينى فى وسط الحى ومع جمهوره الذى يعتاده يكون
بمثابة الوالد، وبمنزلة الأ خ والقائد والزعيم، وعليه أن يراعى كل ذلك وهو يؤدى
مهمته، ويتصرف على ضوء هذا الشعور.
__________
(1) رواه أبو داود والترمذى عن بريدة ورجال إسناده ثقات.
(2) رواه البخارى ومسلم عن أبى هريرة.
(3) رواه الترمذى وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان وغيرهم عن أبى سعيد الخدرى.
(4، 5) رواهما البخارى ومسلم عن ابى هريرة.
347

الصفحة 347