كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)

ومن التوجيه أن يعاد للمسجد نفوذه الروحى وهيبته الدينية ورسالته
الاجتماعية، فتعقد فيه مثلا اجتماعات الخير وحفلات المناسبات الدينية ليعتاده
الناس ويألفوه ولا يرمى من يتردد عليه بالرجعية والتأخر.
إن رسالة المسجد فى تقويم النشء عظيمة، لأنها ثقافة عملية تفيد العقل
والخلق والروح، وتخدم المجتمع خدمة عظيمة، عن طريق القيم الروحية العالية،
التى هى الركائز المتينة لكل تقدم ونجاح، ولو أن كبار القوم عمروها بالصلاة
ووالوها بالتكريم لقلدهم غيرهم بسرعة، ولكان من وراء ذلك الخير الكثير.
(هـ) القوانين والتقاليد؟
من الأ شياء التى تؤثر على السلوك، وعن طويقها تمارس الأ خلاق والعادات
- القوانين التى تضعها الحكومات والتقاليد التى يتوارثها المجتمع، ولكل منها
سلطانه على النفوس، القوانين لها سلطانها بقوة الحكومة، والتقاليد لها كسلطاتها
بقوة العرف، والخارج على الأولى يعاقب ماديا وأدبيا، والخارج على الثانية عقابه
غالبا أدبى، ومهما يكن من شىء فإن سلوك الإنسان يدور فى هذا المحيط المحدد
لا يتعداه، وإذا كانت القوانين صالحة والتقاليد مرضية أنتجت فى التربية خيرا
كثيرا، وصلاحها يكون بموافقتها للدين ورقابة تنفيذها وتطبيقها بدقة
وإخلاص. والملاحظ أن بعض القوانين - إن لم تكن ثلها - تخرج فى بعض
موادها على الدين، كإباحة الخمر والربا والميسر والزنا فى بعض حالاته وكشف
العورات والاختلاط. . . . والقانون يكفل حرية دناول هذه الأ شياء، والنشء الذى
ينشأ فى ظل مثل هذه القوانين نض! ء مضيع، مغلوب على أمره ما دامت هناك
حماية لحريته، تيسر له الخطيئة وتخفف المؤاخذة عليها، كما يلاحظ أن بعض
الأ عراف والتقاليد لا يقرها الدين، كالا خذ بالثأر وعادات الماتم والأ فراح وحرمان
المرأة من التعليم فى بعض الأ وساط.
والتقاليد يمكن بالتوعية تخفيف حدتها، والخروج عليها إلى الدين يقلل
من نقد الناقدين. والواجب هو الشجاعة! ايثار رضا الله على رضا الناس، ففى
348

الصفحة 348