كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)
الفصل الثاني
في اليتيم
اليتيم هو الصغير الذى فقد أباه، ويقال لمن فقد أمه: منقطع،! اذا بلغ الصمبى
الحلم زال عنه وصف اليتيم حقيقة وإن كان يطلق عليه مجازا باعتبار ما كان،
كما كانت العرب تقول عن النبى كلط وهو كبير: يتيم أبى طالب. لأنه رباه بعد
موت أبيه وجده، ومنه ((تستأمر اليتيمة فى نفسها، فإن سكتت فهو إذنها " أراد
باليتيمة البكر البالغة التى مات أبوها قبل بلوغها، فلزمها اسم اليتم فدعيت به
وهى بالغة مجازا، وقحل: المرأة لا يزول عنها اسم اليتم ما لم تتزوج، فإذا تزوجت
ذهب عنها، وذلك لضعفها.
واليتيم، ومثله المنقطع، بعكس اللقيط يكون غالبا موضع الرحمة والشفقة
من المجتمع، لعدم وجود من ينفق عليه ومن يرعاه ويحنو ويع! ف عليه، ونظرة
الحنو والعطف من المجتمع أو ممن يكفله تؤدى كثيرا إلى التساهل معه وعدم
التشديد عليه، والمبالغة فى ذلك تفسده إلى حد كبير، وكم ضيع اليتامى بسبب
هذه المعاملة اللينة، بجانب ذلك يوجد شعور داخلى باحتقاره وإهماله عند بعض
الناس، لفقره غالبا، ولعدم وجود من ثان يكرم لا! جله وهو والده، فإن من مألوف
الناس أن يحترموا الصغير أو يكرموه لا! جل والده لا لذاته.
ورعاية اليتامى وموالاة تربيتهم واجبة، وذلك لأ مور منها:
(أ) ان إهمالهم لؤدى إلى فسادهم وفساد المجتمع بالتالى، والله لا يرضى
عن الفساد ولا عما يؤدى إليه.
(ب) أن اليتيم نفس محئرمه لا يجوز إهمالها، وهى لم ترتكب ما تعاقب
عليه به.
(ص) وقد ينبع من اليتامى أشخاص لهم قيمتهم فى الحياة. وأ ثبر مثل على
358