كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)

فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا
عل!! هم وكفئ بالفه حسيبا! أ النساء: 6،. ففى هذه الاية أمور: إصلاح المال بكل
الوجوه الممكنة وعدم تسليم أموال اليتامى إليهم إلا بعد التحقق من رشدهم
وصلاحيتهم للتصرف الحسن فيه، حيث لا يستطيعون مقاومة التصرف الفاسد،
والا مر بالالمحتصار على المعروف فى أخذ الأ جرة، واستحباب عدم أخذ شىء منه
أو أخذ الضرورى إن كان الوصى غنيا، واحتاط لحفظ مال اليتيم وإبراء ذمة
الوصى فأمر بالإشهاد على دفع المال إليه، مع عدم إنكار شىء منه، فإن الله
حسميب رقيب. كما نهى الإسلام عن الطمع بأى وجه من الوجوه فى شىء من
مال اليتيم فقال سبحانه: (إن الذين يأكلون أموال اليتامى! ا إنما يأكلون في
بطونهم نمارا وسيصلون سعيرا! أ النساء: 0 1، وفى الحديتا " يا أبا ذر، إنى أراك
ضعيفا، وإنى أحب لك ما أحب لنفسى، لا تؤمرن على اثنين، ولا تلين مال
يتيم " (1) وفيه أيضا "-اجتنبوا السبع الموبقات " قالوا: يا رسول ألله وما هى؟ قال
" الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التى حرم الله إلا بالحق، واكل مال اليتيم،
والتولى يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات)) (2).
والمجالس الحسبية فى النظم الحديثة مسئولة عن رقابة هذا الإشراف، وأثرها
جميل فى هذا الموضوع، ونوصى بأن تكون مخلصة فى أداء مهمتها، ككل
جهاز يتصل خصوصا بمصالح الضعفاء لا بد فيه من الروح الطيبة والشعور
بالمسئولية. وجاء فى تنمية مال اليتيم حديث " احفظوا اليتامى فى أموالهم كيلا
تأكلها الزكاة " رواه الشافعى والطبرانى عن عمرو بن شعيب عن جده عن أبيه (3)
وروى الترمذى عن ابن عمرو " ألا من ولى يتيما له مال فليتجر فيه لا يتركه حتى
تأكله الصدقة ". وهو حديث ضعيف (4).
__________
(1) رواه مسلم عن ءبى ذر.
(3) الجامع الكبير للسيوطى.
(2) رواه البخارى ومسلم عن ابى هريرة.
(4) الألبانى على الجامع الصغير.
361

الصفحة 361