كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)

4 - أمر الإسلام بالإخلاص فى رعاية اليتامى بكل وجوه الرعاية، محذرا
من عاقبة التفريط فيها، وأمر أن تكون معاملتهم لهم كمعاملتهم لأ بنائهم، من
حيث المعانى الإنسانية الكبيرة التى تدفع إلى عمل المصلحة لأ بنائهم، من حيث
المعانى الإنسانية الكبيرة التى تدفع إلى عمل المصلحة بكل ما يمكن، منبها إلى
أن التفريط ستكون له عاقبته العاجلة، وعقابه سيظهر فى معاملة الأ وصياء على
أولادهم بعد موتهم، جزاء وفاقا بما كانوا يعملون مع من تحت أيديهم، فكما
يحبون لأ ولادهم أن ئعامفوا بالرحمة يجب عليهم أن يعاملوا أولاد غيرهم بها،
قال تعالى: (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا
الله وليقولوا قولا سديدا! أ ا! ساء: 9) وذدك بعد الأ مر بإعطائهم من مالى الله
الذى يتقاسمه الورثة بحضور اليتامى، والاعتذار لهم عن قلة ما يعطونه إياهم
بقول طيب، أو بعدم نهرهم ومقابلتهم ببهلام شديد. وكان إعطاء اليتامى
والمسا! صينالأ قارب المحرومين من الميراث واجبا فى صدر الإسلام، ثم نسخ
بتحديد الوارثين وأنصبائهم، وهو مستحب فى كل حال. قال تعالى:! وإذا
حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا
معروفا! أ النساء: 8).
ومن الإخلاص فى رعايتهم تقويم سلوكهم وتأدييهم ومؤاخذتهم على
التقصير، وقد يلجىء ذلك إلى ضربهم، وفى هذا المجال توجيهان، الأول عدم
التغاضى عن هفواتهم خوفا من معاقبتهم كما يتحرج كثير من الناس، خوفا من
غضب الله وعقابه، متاثرين بالنصوص التى تؤكد الرحمة بهم، ولكن ليعلم
هؤلأ أن من حسن رعاية اليتامى تأديبهم على الخطأ، ومن الرحمة بهم منعهم
مما يؤدى إلى ضررهم، ومن الإساءة إليهم تركهم وما يفعلون دون اعتراض أو توجيه،
وقد كان أولاد أبى سلمة فى حجر النبى كلي! عندما تزوج أمهم أم المؤمنين أم سلمة،
و كان يؤدبهم ويصلح خطأهم ويرشدهم إلى الصواب. وقد تقدم ما رواه
البخارى ومسلم عن عمر بن أبى سلمة فى ذلك حيث قال: كنت غلاما لمحى
362

الصفحة 362