كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)
الفصل الأول
في أسباب الانحراف
لمحدمنا فى البحوث السابقة منهج الإسلام فى رعاية النشء من كل الوجوه،
وتعرضنا عند الحديث على ذلك إلى ما ينتج من عدم رعاية هذا المنهج، وهذا فى
الحقمقة هو الانحراف. فمنهج الإسلام فى التربية غذاء ودواء، غذاء يحفظ
النشاط وينتج القوة، ودواء يشفى العلل ويداوى الا! مراض وكلا الأ مرين من وضع
الحكيم الخبمر سبحانه وتعالى، أوصانا بالعناية بتنفيذه حسب الئعليمات الدقيقة
المفصلة الواضحة، فإذا نفذ على الوجه المطلوب أنتج النتيجة المرضية، وإذا لم
يراع التنفيذ، الدقيق كانت النتيجة ضعفا وعللا وانحرافا، ولا يجوز الطعن فى
المنهج نفمسه. فهو وضع الله! صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة! أ الترة:
138، م! لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد! و
أ فصلت: 42،. بل الطعن موجه إلى سوء الاستعمال والإهمال فى التنفيذ
والتطبيق.
وكان بحسبنا أن نحيل القارئ إلى البحوث السابقة ليعرف أسباب
الانحراف، ولكن تيسيرا عليه سنحاول هنا أن نقربها إليه، ونذكر ما عسى أ ن
نكون دد نسيناه.
وم! عرفة أسباب الانحراف أساس م! عرفة العلاج، فالمرض إذا شخص بوضوح
وعرفت اسبابه الحقيقية سهل وضع الدواء المناسب للعلاج، وللباحثين فى أسباب
الانحراف مناهج سأختار منها ما راه بعضهم من تقسيمها إلى مجموعات ثلاثة،
وهى الا سباب الذاتية، والأ سباب الأ سرية، والا سباب الخارجية، وإليك بيانها:
الأسباب الذاتية: هى عوامل نابعة من ذات الناشئ، وهى قسمان:
(أ) عوامل موروثة، (ب) عوامل مكتسبة عارضة:
369