كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)
أ - فالعوامل الموروثة كالتخلف العقلى الذى ورثه عن أصوله، وهذا
بالطبع شىء قهرى لا حيلة للناشئ فى دفعه، وسيكون حائلا بينه وبين الكمال
المنشود، ومعرضا إياه لكثير من الأ خطار والولمحوع فى الخالفات، ضرورة أن العقل
هو الا داة التى توجه السلوك، وصلاحه مرتبط بها، ولا حاجة إلى دليل على
التلازء بين هذه الحالة وبين الإنحراف، فالواقع المشاهد أقؤى دليل.
(ب) والعوامل المكتسبة العابىضة كالعمى والعرج والتشوهات الخلقية
الأ خرى، والمشاهد أن هذه العوامل تدفع أحيانا إلى الانحراف لسببين، الأ و ل
إهمال الاباء فى تقويم هؤلأ، إما شفقة عليهم وإما يأسا منهم وبخلا بالجهد أ ن
يبذل فى تربيتهم، وادخاره لغيرهم ممن يرجى منهم الخير، والثانى سخط المشوه
على غيره ممن لم يصابوا بمثل إصابته، وتعقد نفسه من المجتمع الذى ينظر إليه
نظرة احتقار، ويشعر فيه بأنه ناقص عاجز، وهذان السببان يدفعان المشوه إلى
تصرفات غمر كريمة، تنفيسا عما يعانيه من كبت، وذلك هو الانحراف، ولا
يغيب عن أذهاننا القول الجارى ((كل ذى عاهة جبار ". وهذه العوامل الذاتية
يرجع إليها 8% من حالات الانحراف على ماحققه الباحثون.
الأسباب الأسرية: هى عوامل من البيئة الأولى التى تحيط بالطفك فى
اضيق حدودها، ويأوى إليها الناشئ فى أكثر آوقاته وغالب أحواله، والأ سباب
الأ سرية هى والا سباب الخارجية التى سنتحدث عنها فيما بعد، هما ما أشرنا إليه
فى العوامل المؤثرة فى السلوك فى باب الرعاية الا! دبية باسم البيئة كقسيم للوراثة
فى التأثير، وقد جعل الباحثون الأ سباب الأسرية عاملا بارزا فى الانحراف لكثرة
اثارها وبيان مدى خطورتها على السلوك، وأهم عوامل هذا الانحراف الأ سرى
مايأ تى:
1 - الفقر بسبب المرض أو العجز عن العمل أو بأى سبب آخر. وهو يؤدى
إلى التقصحر فى الرعاية، ويدعو الناشئ إلى التماس العيش من أى طريق، دون
الاهتمام بمصدره إن! طن مشروعا أو غير مشروع.
370 -