كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)

الفصل الثاني
في مظاهر الانحراف واختلاف نسبته
ليمست مظاهر انحراف النشء قاصرة على الشذوذ الجنسى ومعاكسة
الفتيان والفتيات بعضهم لبعض، وشرب الخمر والقمار والملابس الخاصة، بل إ ن
مظاهره كثيرة منوعة يشملها كل خروج عن حدود الدين والأ خلاق، فمنها
الفراغ والتسكع لمحى الشوارع وكثرة الجلوس على المقاهى وارتياد الحدائق والأ ماكبن
العامة لغرض المتعة غير البرئمة، وارتياد دور اللهو والإسراف فى السهر، وشرب
الخمور والخدرات والتدخين المفرط وما إلى ذلك، ومنها التسول واحتراف المهن
البسيطة والقناعة بالمهلهل من الثياب والردى ء من الطعام والمسكن،! ايثار شرب
الشاى والدخان على الطعام والكساء، ومنها غرور العقل واحتقار المقدسات
والطعن فى القيم والتحرر من القيود الأ دبية، وعدم الحياء من ارتكاب المنكر
والميل إلى الوجودية المسرفة وما يتبع ذلك من إطلاق الشعور ولبس الحلى للفتيان
وتزينهم بزينة النساء، وإسراف الفتيات فى الزينة وعرض مفاتنهن بشكل مثير،
وترديد الأ غانى الخلة والتفوه بالأ لفاظ النابية والرحلات الجماعية الختلطة بدون
تحفظ، ومنها الاختلاس والسرقة والنشل والغش والتحمايل والتزوير والرشوة
وجحد الحقوق والإغراق فى الاستدانة والشره المادى المثير، ومنها الإهمال فى أداء
الواجبات وعدم الشعور بالمسئولمة وتمكن الروح الفردية وضعف الأ خلاق
الاجتماعية، ومنها عقوق الوالدين وعدم توقير الكبير ورحمة الضعيف، وسوء
استعمال حق المساواة وتطبيقه تطبيقا غير سليم.
هذه المظاهر وغيرها من مظاهر الانحراف تختلف من بلد إلى بلد ومن بشة
إلى بيئة بل من زمن إلى زمن، فهى فى المجتمعات المتدينة أقل منها فى المجتمعات
المتحررة، وفى الأ سر المحافظة أقل منها فى المتمدينة، وهناك بعض مظاهر من
الانحراف تتناسب طرديا مع المدنية الحديثة فى جوانبها الشكلية، فكلما زافىت
376

الصفحة 376