كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)
الفصل الثالث
في علاج الانحراف
لقد تطور علاج الانحراف وأخذ شكلا اخر غير ما كان عليه في الماضى،
خصوصا فى القرن العشرين، بناء على تطور النظرة إلى الانحراف ومعاملة
المححرفين كمرضى يجب علاجهم، فبعد أن كان الحدث يساق فى الماضى إلى
أقسام الشرطة كمجرم خطير ويحقق معه بدقة وعنف، أنشئت فى البلاد
المتحضرة مكاتب خاصة شولى التحقيق مع الا حداث في جو بعيد عن المظاهر
العسكرية والبوليسية، وبعد أن كانوا يحاكمون أمام المحاكم العادية أنشئ! لهم
محاكم خاصة فى أغلب الدول، وزودت بالباحثين الفنيين والمراقبين الاجتماعيين
لمعاونة المحكمة فى كشف أسباب الانحراف واقتراح طريقة العلاج، كما يحاكم
الحدث بحضور أبويه فى جو عائلى بعيد عن العلانية انمشاهدة فى المحاكم، وبعد
أن كان القصد من محاكمته عقوبته بقسوة كانت تصل أحيانا إلى الإعدام أصبح
هدف محاكمة الا حداث الان رسم طريق جديد للعلاج والتربية، وبطل نظام
ا! بس فى الإصلاحيات، واستحدث! وسائل جديدة للتربية، كالمدا! س
والمؤسمسات الختلفة، ورصدت الا! م الختلفة الا! موال الكثيرة لمعالجة انحراف
الا حد اث.
والإسلام فى معالجة انحراف النشء يعمل على إعادته إلى الطريق السوى
على ضوء ما تقدم بحثه، مع مراعاة القواعد الا ساسية والمنهج السديد للعلاج،
بأن يكون علاجا جذريا يمتد إلى الا عماق، شاملا يتناول كل منفذ من منافذ
الافحراف، وتعاونيا تضترك فيه كل الجهود، ومتمشيا مع قواعد التربية التى بينها
الختصون.
والعلاج يلزمه مسح شامل لكل أسباب الانحراف والإمكانات التى تشارك
فيه، ويخطىء كثير من الباحثين والكاتبين الذين يلقون التبعة فى الانحراف أو علاجه
379