كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)
على جهة معينة دون اعتبار للجهات الا خرى كأنها بمعزل عن المشكلة، أو ضعيفة
الأ ثر فيها، ويكون الخطأ فى اعتذار الآباء مثلا عن سوء السلوك لأ ولادهم بالعيب
على المدرسة أو على برامج الإداعة أو على الصحف أو دور اللهو وما إليها،
و! ذلك من يحملون على تعدد الزوجات وإباحة الطلالتى، حين يبحثون عن
تشرد الأ طفال، والحكم العادل لا بد أن يقدر كل الظروف ويتقصى كل
الأسباب.
وهناك أمور يجب أن تتبع فى كل علاج، وهى العلم والحال والعمل، أو الوعى
والاقتناع! ارادة التنفيذ، لا بد من العلم بالانحراف وأسبابه وآثاره وطرق علاجه
وهو لوعية يستطيع القيام بها كل من له إلمام بأصولها، وبعد العلم بذلك والإيمان
بوجوب العلاج، يجحب أن تتوجه الإرادة إليه، فمجرد العلم لا يكفى، وكم من
عالم بالخطر وهو لا يريد أن يبعد عنه، فلا بد من حث الإرادة على التوجه إلى
العمل، وذلك يكون بالترغيب والتر! يب بالوسائل المتفددة من مادية أو أدبية،
وتختلف باختلاف الأ شخاص ومظاهر انحرافهم، والذى يستطيع ذلك هم الختصون
الفنيون الفاهمون تماما لسبب الانحراف وأثره، وبعد توجه الإرادة يأتى العلاج،
والعلاج لا يكون فقط لمظاهر الانحراف دون علاج أسبابه، فذلك لا يكون علاجا
حقيقيا، كالدهان على الوبر كما يقول العربى.
الإسلام وضع علاجا مناسبا لكل سبب من أسباب الانحراف، لأ ن هدايته
شماملة وافية، وكان بحسبنا أن نحيل القارئ أيضا إلى التماس العلاج من هدى
الإسلام فى رعاية النشء الذى قدمنا كثيرا منه، ولكن لا بأس من الإشارة إلى
علاج هذه الأ سباب التى أجملتها فى الفصل الأول.
(أ) علاج العوامل الذاتية:
إن المنحرفين بسبب موروث كالتخلف العقلى أمر الإسلام بالحجر على
تصرفاتهم المالية بالذات ومراقبة سلوكهم عن طريق تعيين أوصياء عليهم، كما
قال تعالى فى السفهاء: (ولا تؤتوا السمفهاء أموالكم التني جعل الله كم قياما!
0 8 3