كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)
وتقدم فى بحث الخطبة أن عمر بن الخطاب عرض بنته حفصة لما تايمت-
على عثمان، ولكنه لم يجبه لذلك، فتزوج 1 م كلثوم سنة ثلات من الهجرة فى
ربيع الأول، أى بعد وفاة رقية بنحو ستة أشهر، وروي ابن سعد أفي النبى قال
" والذى نفسى بمده لو أن عندى مائة بنت يمتن لزوجتك واحدة بعد الأخرى هذا
جبريل أخبرنى أن الله يأمرنى أن أزوجكها".
توفيت أم كلثوم عند عثمان فى شعبان سنة تسع، وغسلتها أسماء بنت
عميصر زوجة جعفر بن أبي طالب أ تزوتجا بعده أبا بكر ثم عليا، وصفية بنت
عبد المطلب، وشهدت أم عطية غسلها، وروت فيه حديث النبى اعيط - كما
أخرجه ابن ماجه بسند صحيح - دخل علينا النبى حين توفيت ابنته فقال
((اغسلنها وترا، ثلاثا أو خمسا أو سبعا أو أكثر إن رأيق ذلك بماء وسدر،
واجعلهن فى الآخرة كافورا، فإذا فرغتن فاذننى، فلما فرغنا اذناه، فألقى علينا
حقوة. بفتح الحاء وكسرها هو معقك الإزار، والمراد به الإزار، فقد جاء فى رواية:
فنزع من حقوه إزاره - وقال ا أشعرنها إياه " يعنى اجعلنه شعارها الذى يلى
جسدها، أما الدثار فهو ما فوو الشعار. قالت أم عطية، كما فى البخارى،
ومشطناها ثلاثة قرون، وألقيناها خلفها، وصلى عليها النبى، ونزل فى حفرتها
على والفضل بن عباس وأسامة بن زيد. وفى البخارى عق أنس: جلس رسول الله
علي القبر وعيناه تذرفان فقال " هل فيكم من أحد لم يقارف - يجامع-
الليلة لما أ فقال أبو طلحة زيد بن سهل الا نصارى. أنا: فقال " انزل قبرها " فنزل
فقبرها فيه. فيجوز أن الذى حفر القبر على ومن معه، وأن الذى أنزلها فيه هو
أبو طلحة.
والحكمة فى اختيار النبى لمن لم يقارف أهله الليلة - أن من كان قريب
عهد بالجماع في تلك الليلة ربما حدثته نفسه بما يحدثها به الشيطان، فأرافى
النبى أن يكون قابرها بعيد العهد بذلك، وروى أن عثمان كان قد اتصل بإحدى
جواريه ليلة وفاة أم كلثوم، فتلطف النبى فى منعه من قبرها بغير تصريح، ولم
تلد رضى الله عنها لعثمان أى مولود.
394