كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)

غير ذلك. روى الشيخان عن عائشة قالت: أقبلت فاطمة تمشى كأن مشيتها
مشية رسول الله، فقال " مرحبا بابنتى " ثم أجلسها عن يمينه، ثم أسر إليها حديثا
فبكت، ثم أسر إليها حديثا فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم أقرب -فرحا من
حزن، فسألتها عما قال: فقالت: ما كنت لأ فشى عن رسول الله سره، فلما قبض
سألتها، فأخبرتنى أنه قال " إن جبريل كان يعارضنى القران فى كل سنة مرة،
وإنه عارضنى العام مرتين، وما أراه إلا قد حضر أجلى، إنك أول أهل بيتى لحوقا
بى، ونعم السلف أنا لك " فبكيت، فقال " ألا ترضين أن تكونى سيدة نساء
العالمين)) فضحكت، وجاء فى تفسير الطبرى أنه قال لها فيما قال " أحسب أنى
ميت فى عامى هذا وإنه لم ترزأ امرأة من نساء العالمين مثل ما رزئت، فلا تكونى
مثل امرأة منهن صبرا "، وأنه قال لها " أنت سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم"
والخلاف فى أفضليتها على مريم أو على نساء العالمين عامة، أو إلا أمها خديجة
خلاف لا طائل تحته.
روف أنها قالت لأ سماء بنت عميس: إنى قد استقبحت ما يصنع بالنساء،
يطرح علي المرأة الثوب فيصفها: فقالت أسماء: يا بنت رسول الله ألا أريك شيئا
رأيته بأر ضالحبشة أ حين كانت مهاجرة مع زوجها جعفر بن أبي طالب، فدعت
بجرائد رطبة، فحنتها فطرحت عليها ثوبا، فقالت فاطمة: ما أحسن هذا!!!
تعرف به المرأة من الرجال، فإذا أنا مت فاغسلينى أنت وعلى زوجى، ولا يدخل
على أحد، أخرجه ابن عبد البر، لكن استبعده ابن فتحون بأن أسماء كانت
زوجة أبى بكر فكيف تنكشف بحضرة على فى غسل فاطمة، وهو محل
الاستبعاد، ولكن قيل: لا يلزم من التغسيل انكشافها فلا استبعاد، فتغسل وهى
مستورة أو تصب وعلى يغسل.
وعند ابن سعد أن عليا غسل فاطمة، لكن هتاك رواية تقول: إنه لم
يغسلها أحد، فعن أحمد وابن سعد عن أم رافع سلمى مولاة صفية قالت:
مرضت فاطمة، فلما كان اليوم الذى توفيت فيه قالت لى: يا أمه، اسكبى لى
396

الصفحة 396