كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)

والإنفاق عليهم يحتاج إلى فكر وإحساس بالمسؤلية قد يلزمهما هم وحزن،
ولا شك أن الصبر على ذلل! له أجره، الذى يدل عليه الحديث المتفق عليه
((ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة
يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه " (1).
وتكفير الذنوب بمثل ذلك يوضحه ما روى ((إن من الذنوب ذنوبا لا يكفرها
إلا الهم فى طلب المعيشه " أخرجه الطبرانى عن أبى هريرة فى الأ وسط باسناد
ضعيف كما يقول العراقى على الإحياء، وفى رواية لا! حمد عن عائشة ((إذا كثرت
ذنوب العبد ابتلاه الله بهم العيال ليكفرها " وفيه ليث بن أبى سليم، وهو مختلف
فيه، ودكر بعض العارفين أن الآباء حين يقومون من الليل لمصلحة أولادهم هم
كالمرابطين فى سبمل الله، وسيأتى ذلك فى بيان فضل الرعاية.
(هـ) الذرية توجد عواطف كريمة عند الا! بوين لولاها لم توجد، كالعطف
والرحمة والإيثار وتعود السياسة والتدبير فى تطبيق ابواجبات والحقوق، والحلم
والإحساس بالمسؤلية، ولس! ذلك حال الإنسان مع غير أ ولاده، وهذا مشاهد
محسوس فى غير حاجة إلى دليل منصوص.
ومع كل هذه الفوائد التى تفيد الأسرة والمجتمع فى الدين والدنيا، فإن
للنسل بعض المضار والمتاعب، أو بعض الجوانب التى لا تجعله متمحضا للمنافع
والراحة، وهذا شأن النعمة لكمن فى ثناياها النقمة، وأقلها الامتحان والاختبار،
هل تشكر أو تكفر؟ وتتلخص هذه السلبيات فى أمرين هامين، أولهما الفتنة فى
الدين، وثانيهما المتاعب الدنيوية، ويمكن تفصيل المظاهر التى تندرج تحت
هذين الأ مرين فيما يلى:
1 - من فتنهم الغرور والافتخار بهم، وإعدادهم لإلحاق الضررر بالغير،
وإليه يشير قوله تعالى (اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم
وتكاثر في الأموال والأولافى! أ الحديد: 0 2،، وقوله فى شأن المشركين
__________
(3) المرجع نفسه ص 88.
41

الصفحة 41