كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)
4 - الحزن عليهم عند موتهم، ووقعه شديد على النفس، حتى على المؤمن
بالله المستسلم لقخماء الله، وأخبار الحزن على موتهم ثثيرة فاضت بها الكتب،
وكان العرب من أشد الا! م حساسية لموت الذكور بالذات، ولأ ن الحزن طبيعى لم
ينه الإسلام عنه، وإنما نهى عما يجره معه من الاعتراض على القدر، والتعبير عن
المشاعر بألفاظ أو أعمال تتنافى مع الإيمان.
والحزن يلزمه غالبا البكاء، والب! صاء المجرد لا مانع منه، فقد بكى النبى - اكليط-
لفقد ولده إبراهيم، وذ! ر أن البكاء رحمة من الله، الذى لا يؤاخذ إلا على ما يقع
من اللسان واليد، ومما يصور الحزن عليهم قصيدة أبى ذؤيب فى أولاده:
أمن المنون وريبه يتوجع
قالت أمامة ما لجسملث شاحبا
أم ما لجنبك لا يلائم مفمجعا
فأجبتها: أن ما لجسمى أته
أودى بنى فأعقبونى حسرة
فالعين بعدهمو كأن حداقها
سبقوا هوى وأعنقوا لهواهمو
فغبرت بعدهمو بعيش ناعمب
ولقد حرصت بأن أدافع عنهمو
وإذا المنية أنشبت أظفارها
وتجلدى للضامتين أر يهمو
حتى كأنى للحوادث مروة
والدهر لا يبقى على حدثانه
والدهر ليس يمعتب من يجزع
منذ ابتذلت ومثل مالك ينفع
إلا أقض عليك ذاك المضجع
أودى بنى من البلاد فودعوا
بعد الرقاد وعبرة لا تقلع
كحلت بشوك فهى غور تدمع
فتخرفوا ولكل جنب مصرع
وإخال أنى لاحق فستتبع
فإذا المنية أقبلت لا تدفع
ألفيت كل تميمة لا تنفع
أنى لريب الدهر لا أتضعضع
بصفا المشقر كل يوم تقرع
جؤن السحاب له حدائد أربع (1)
__________
(1) أسد الغابة - ترجمة ابى ذؤيب الهذلع! - المجلد 6 حره 0 1.
47