كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 4)
وقد أ ثير موضوع تحديد النسل فى مصر منذ أكثر من أربعين سنة، ولكن لم
يتحمصر له إلا بعد ثورة 23 يوليو 952 1. وفى سنة 958 1 لم يكن من رأى
رئيس الجمهورية تحديد النسل، فقد جاء فى خطابه بالمنيا فى 4 1/ 1 1/ 1958
ما نصه: إننا لنشعر أن عدد السكان يتزايد، و! انوا دائما يقولون: لماذا يتزايد
عدد السكان، يجب أن نحدد النسل، ويجب أن نحدد هذه الزيادة فى السكان،
ولكنا جميعا اليوم لا نقول ما! انوا يقولونه لمحى الماضى، ولكنا نقول: إن زيادة
السكان يقابلها العمل فى ثل مكان وفى كل ميدان. ولقد كنا نستخدم هنا فى
هذا الإقليم فى مصر 4 % فقط من أرض هذا الوطن، واليوم أقول: إننا نصمم على
أن نصتخدم فى مصر 0 0 1 % من أرض هذا الوطن، الموارد الطبيعية والا! رض
الزراعية والمياه الجوفية والبترول والصناعة، إننا اليوم نعمل، وقد بدأنا العمل،
وعلى مر الا! يام سيتضاعف العمل. ا هـ.
غير أنه فى سنة 962 1 عندما وجدوا أن السكان زادوا من 5. 1 2 مليونا
سنة 2 ه 9 1 إلى 27 مليونا سنة 961 1 قرر الميثاق الوطنى (2 1 من مايو 1962)
أن مشكلة تزايد السكان أخطر العقبات التى تواجه جيود الشعب المصرى فى
انطلاقه نحو رفع مستوى الإنتاج فى بلاده بطريقة فعالة وقادرة.
والدول الاسلامية كغيرها من الدول تختلف فى ظروفها الاقتصاديه
والاجتماعية والسياسية، ولكل دولة أن تتخذ من الطرف أوفقها لمعالجة ضغط
السكان، وإن كان من المتفق عليه أن تعاونها فنيا وعلميا! اداريا وتجاريا ودى
سائر الميادين التعاونية بتبادل الخبرات وفتح أبواب الهجرة فيما جينها واستغلال
كل مواردها الضخمة وعدم تمكين الأ جنبى منها - يساعد على حل المشكلة
الاقتصادية دون حاجة إلى الاهتمام الزائد بتحديد النسل.
وتحديد النسل موضوع دعا إليه عامل اقتصادى كما قدمنا، ولكن يجب أ ن
نعرف أنه لابد من مراعاة المبادىء الدينية والخلقية والأ فكار الفلسفية عند البحث
فيه. والذين بحثوه فى المجتمع الإسلامى التمشوا له أدلة من صورة حدثت أيام
56