كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 4)

الحارث يقول: أخبرني أبو عبد الله الصنابحي: "أنه صلى وراء أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - المغرب، فقرأ في الركعتين الأوليين بأم القرآن وسورتين من قصار المفصل، ثم قرأ في الثالثة، قال: فدنوت منه حتى إن ثيابي لتكاد أن تمس ثيابه فسمعته قرأ بأم القرآن وهذه الآية {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا} حتى {الْوَهَّابُ} " (¬1) انتهى.
وعن مكحول (¬2): "أن قراءته هذه الآية في الركعة الثالثة كانت على سبيل الدعاء".
وروي نحو ذلك من التابعين أيضًا:
فقال ابن أبي شيبة في "مصنفه" (¬3): ثنا وكيع، عن إسماعيل بن عبد الملك، قال: "سمعت سعيد بن جبير يقرأ في المغرب مرة: تنبئ أخبارها، ومرة {تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} ".
ثنا (¬4) وكيع، عن ربيع قال: "كان الحسن يقرأ في المغرب إذا زلزلت والعاديات لا يدعها".
ثنا (¬5) زيد بن الحباب، عن الضحاك بن عثمان قال: "رأيت عمر بن عبد العزيز يقرأ في المغرب بقصار المفصل".
ثنا (¬6) وكيع، عن محل قال: "سمعت إبراهيم يقرأ في الركعة الأولى من المغرب بـ إيلاف قريش".
وأخرج البيهقي في "سننه" (¬7): من حديث هشام بن عروة: "أن أباه كان يقرأ في المغرب بنحوٍ مما تقرءون والعاديات ونحوها من السور". والله تعالى أعلم.
¬__________
(¬1) سورة آل عمران، آية: [8].
(¬2) "مصنف عبد الرزاق" (2/ 110 رقم 2699).
(¬3) "مصنف ابن أبي شيبة" (1/ 315 رقم 3602).
(¬4) "مصنف ابن أبي شيبة" (1/ 315 رقم 3604).
(¬5) "مصنف ابن أبي شيبة" (1/ 315 رقم 3607).
(¬6) "مصنف ابن أبي شيبة" (1/ 315 رقم 3603).
(¬7) "سنن البيهقي الكبير" (2/ 392 رقم 3839).

الصفحة 80