كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 4)

هُمْ أَسْنَانِي قَدْ جَعَلْنا (¬1) أُزْرَنَا عَلَى أَعْنَاقِنَا لِحِجَارَةٍ نَنْقُلُهَا، إِذْ لَكَمَنِي لَكْمَةً شَدِيدَةً، ثُمَّ قَالَ (¬2): اشْدُدْ عَلَيْكَ إِزَارَكَ" (¬3).
وعند السهيلي (¬4) في (¬5) خبر آخر: "لَمَّا سَقَطَ (¬6)، ضَمَّهُ العَبَّاسُ إِلى نفسِه، وسألَه عن شأنه، فأخبره أَنَّه نُودِيَ من السماء: أَنِ (¬7) اشْدُدْ عليكَ إزازكَ يا مُحَمَّدُ"، قال: وإنَّه (¬8) لأولُ ما نودي (¬9).
ذكر ذلك مغلطاي في "شرح البخارى"، وفيه دلالة واضحة على أن استتاره لم يكن مستندًا إلى شرع متقدم، فتأمله.
* * *

933 - (1583) - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِم بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَخْبَرَ عَبْدَ اللهِ ابْنَ عُمَرَ عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ - زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهَا: "ألمْ تَرَيْ أَنَّ قَوْمَكِ لَمَّا بَنَوُا الْكَعْبَةَ اقْتَصَرُوا عَنْ قَوَاعِدِ إِبْراهِيم؟ ".
¬__________
(¬1) في "ع": "جمعنا".
(¬2) في "ن": "شديدة وقال".
(¬3) رواه ابن إسحاق، كما ساقه البيهقي من طريقه في "دلائل النبوة" (2/ 30).
(¬4) في "ج": "ثم قال: وعند السهيلي".
(¬5) في جميع النسخ: "وفي"، ولعل الصواب حذف الواو كما أثبت.
(¬6) في "ن" زيادة: "إلى الأرض".
(¬7) "أن" ليست في "ج".
(¬8) في "ع": "ولأنه".
(¬9) انظر: "الروض الأنف" (1/ 318).

الصفحة 100