كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 4)

من الألفاظ مفرد بحسب اللفظ، وجمعٌ بحسب المعنى، فيجوز لك (¬1) رعايةُ لفظه تارة، ومعناه أخرى، كيف شئت، فانقل ذلك إلى الحديث، تجده ظاهرًا لا خفاء بصوابه.
(وقد رأيت أساسَ إبراهيم (¬2)): قال ابن التين: لم يضبط أساس -بفتح الهمزة ولا بكسرها-، ويحتمل أن يكون بفتحها، ويكون واحدًا، وهو أصل البناء، كما قاله ابن فارس (¬3).
قلت: يعني: أن (¬4) أساسًا ورد بفتح الهمزة، والمرادُ به الواحد كما قاله، وجمعه: أُسُسٌ، مثل: قَذال وقُذُل، وقد ورد (¬5) بكسر الهمزة؛ جمعًا لإِسٍّ، مثل: عِسٍّ (¬6) وعِساسٍ، ولم نجد من جهة الرواية ضبط هذه الكلمة كيف هو.
(فحزرتُ): - بحاء مهملة فزاي فراء -؛ أي: قَدَّرْتُ.
(من الحِجْر): بكسر الحاء وسكون الجيم.
(ستة أذرع): - بالذال المعجمة -: جمعُ ذِراع.
(أو نحوها): والسبب في كونه حرزَ ذلك، ولم يقطعْ به: أن المنقول أنه لم يكن حول البيت حائطٌ يحجر الحجر من سائر المسجد حتى حجرَهُ
¬__________
(¬1) في "ع": "ذلك".
(¬2) "أساس إبراهيم" ليست في "ع".
(¬3) انظر: "التوضيح" (11/ 306).
(¬4) "أن" ليست في "ع".
(¬5) في "ن" و "ج": "وورد".
(¬6) في "ع": "عسس".

الصفحة 105