كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 4)

"الشامل"، وذكره من أصحابنا القاضي أبو بكر بن العربي من غير تعرُّضٍ لبيان حكم، بل ذكر أنه شاهدها سنة تسع وثمانين وأربع مئة.
قال: وقست خارجها والحِجْر والشاذروان.
ولنرجع إلى الكلام في هذه المسالة، فنقول: انعقد إجماع المسلمين، قبل: طُرُوِّ هذا الاسم الفارسي على أن (¬1) البيت متمم على قواعد إبراهيم -عليه السلام- من جهة الركنين اليمانيين، ولذلك استلمهما النبي - صلى الله عليه وسلم - دونَ الآخَرَين، وأن ابن الزبير لما نقضه وبناه إنما زاد (¬2) فيه من جهة الحِجْر، وأقامه على الأسس الظاهرة التي عاينها العدولُ من الصحابة، وكبراء (¬3) التابعين، وكذلك (¬4) وقع الاتفاق على أن الحَجَّاج لما نقض البيت بأمر عبد الملك، لم ينقض إلا جهة الحِجْر خاصةً، وأقام قوسًا (¬5) داخل الكعبة إلى ما كان عليه من الارتفاع، وأغلق الباب الغربي، وهو باقٍ مسدودٌ إلى الآن ظاهرٌ لكل أحد، وكان ابن الزبير فتح للبيت بابًا غربيًا، وترك الحجاج - أيضًا (¬6) - ما زاده ابن الزبير من (¬7) ارتفاع البيت على حاله، وليس للشاذروان في هذا العمل كله ذكر، ولنذكر كلام بعض أئمة الشافعية في ذلك،
¬__________
(¬1) "أن" ليست في "ع".
(¬2) في "ع": "إنما أراد".
(¬3) في "ع": "وكبر".
(¬4) في "ع": "ولذلك".
(¬5) في "ع": "وإتمام فرش".
(¬6) "أيضًا" ليست في "ج".
(¬7) في "ن": "في".

الصفحة 108