كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 4)

قال أبو نصر بن الصباغ الشافعي - محتجًا على أبي حنيفة -رحمه الله - حيث قال في الركن اليماني: لا يُسْتَلَم (¬1)؛ لأنه لا يُقَبَّل، فلا يُستلم [كالركنين الآخرين -، قال ابن الصباغ: أما قياسهم على] (¬2) الركنين الآخرين، فالجواب: أن الركن اليماني على قواعد إبراهيم -عليه السلام-؛ بخلاف الركن الآخر، فإنه لم يُبْنَ على قواعد [إبراهيم، فافترقا، فانظر كيف نصَّ (¬3) ابنُ الصباغ في التفرقة بين اليمانيين وغيرهما: أن اليمانيين على قواعد] (¬4) إبراهيم -عليه السلام-، فلو كان الشاذروان من البيت؛ لكان الركن الأسود داخلًا في البيت، ولم يكن متممًا (¬5) على قواعد إبراهيم عليه السلام.
[قال الشيخ محيي الدين النووي -رحمه الله -: الركن الأسود فيه فضيلتان:
إحداهما: كونه بني على قواعد إبراهيم عليه الصلاة والسلام] (¬6).
والثانية: كونه فيه الحجر الأسود (¬7).
وأما اليماني: ففيه فضيلة واحدة: وهي كونه على قواعد إبراهيم (¬8)،
¬__________
(¬1) في "ع": لا يلزم.
(¬2) ما بين معكوفتين سقط من في "ن".
(¬3) في "ن": "أقر".
(¬4) ما بين معكوفتين سقط من "ج".
(¬5) في "ع": "متمًا".
(¬6) ما بين معكوفتين زيادة من "ن".
(¬7) في "ع": "كونه في الحجر".
(¬8) في "ن" زيادة: "عليه الصلاة والسلام".

الصفحة 109