كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 4)
وأما الركنان الآخران، فليس فيهما شيء من هاتين الفضيلتين، فلهذا خُصَّ (¬1) الحجرُ الأسود بشيئين: الاستلام، والتقبيل؛ للفضيلتين (¬2).
وأما اليماني: فنستلمه ولا نقبله؛ لأن فيه فضيلةً واحدة، وأما الركنان الآخران: فلا يُقبلان ولا يُستلمان (¬3).
فهذا النووي صرح بأن اليمانيين متمَّمان على قواعد إبراهيم (¬4)، فمن أين نشأ الشاذروان؟!
قال القاضي عياض -رحمه الله - في "الإكمال": وقوله: لم أر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح إلا (¬5) الركنَ الأسودَ والذي يليه؛ لأن اليمانيين على أسس البيت، وركنان له، والآخَرَين بعضُ الحائط، وليسا بركنين صحيحين؛ لأن الحِجْر وراءهما، وما حُكي عن ابن الزبير من استلام الأربع، قال القابسي: لأنه كان بنى البيت على قواعده الأربع، وكانت أركانًا كلها.
قال [القاضي: ولو بُني الآن على ما بناه ابن الزبير؛ لاستُلِمَتْ كلُّها كما فعل ابن الزبير (¬6).
¬__________
(¬1) في "ع": "أخص".
(¬2) "للفضيلتين "ليست في "ن".
(¬3) انظر: "شرح مسلم" للنووي (9/ 14).
(¬4) في "ن" زيادة: "عليه الصلاة والسلام".
(¬5) "إلا" ليست في "ع".
(¬6) انظر: "إكمال المعلم" (4/ 343).
الصفحة 110
490